* قوله تعالى (لا يأتيكم طعام .....) بعض المفسرين قال أنه قبل ما يأتيكم الطعام أخبركم عن هذا الطعام وهذا قول ضعيف والصحيح أنه قال سأخبركم بالتأويل الرؤيا قبل أن يأتيكم الطعام لكن الآن أخبركم بموضوع آخر أهم,وهذا فطنه من يوسف لجلب انتباههم لما يقول لذلك دعاهم ونفوسهم متلهفة لسماع لما يترتب على سماع ما بعده . وهنا لفته ليس كونك داعيا كافي في سماع الناس لكن لابد من المؤثر واختيار الوقت والكلمة المناسبة في المكان المناسب .
8- الداعية إلى الله لا يستطيع أحد رده عن الدعوة مهما كان هذا الصدود إذا أغلق عليه باب فتح له أبواب .
9- قوله تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38) التأثر العائلي في الصلاح والفساد قال في بداية السورة قال تعالى: (َكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)
10- قوله تعالى يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39
بدأ يوسف بأهم شي في الوجود وهو التوحيد.
11- (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية40) جعل يوسف الحكم عبادة قال في الآية بعدها ( في دين الملك ) فسمى الحكم دين .
12- قوله تعالى وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
أ- قال العلماء أن ظن في القرآن تدل على اليقين وقال بعضهم أن يوسف قال ظن لأن المعبر لا يقطع بالتعبير .
ب- قال بعض المفسرين أن يوسف عوقب لأنه ذكر الملك ونسي الله والصحيح أن الذي نسي هو السجين وهذا من الأخذ بالأسباب وقوة كمال التوحيد فالمفرط هو الذي يندم ثم يوسف الذي دعا السجين إلى التوحيد ينسى ذلك , أيضا إذا كان نسي على قولكم فهو لاشي عليه لأن الناسي لا شئ عليه.
13- فائدة أن السجين إذا خرج من السجن لا ينسى إخوته في السجن وفعل وصاياهم .
*قوله تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43)
قد تكون في محنة وترى جميع الأبواب مغلقة لكن يجعل الله لك مخرج من حيث لا تحتسب لكن بشرط التقوى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) مثل قصة خروج يوسف من السجن قال العلماء : من فضل الله أن الرائي هو الملك والرؤيا تخص الناس وهذا عجيب ولا تعجب من أمر الله (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود:73) .
1- قوله تعالى قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) (يوسف:44)
لماذا قالوا هذا الكلام قال المفسرون هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة .
2- من الفوائد أن تعبير يوسف لم يكن أبتداء وإنما عندما عجزوا عن التعبير.
3- أيضا الرؤيا فتوى لقوله ( أفتنا ...)
4- تعبير يوسف فيه حكم :
أ- سبب في خروجه من السجن
ب- أنه سبب في قربه من الملك .
ج- أنه سبب في براءته .
د- أنه وسيلة من أكبر الوسائل في معرفة الناس به .
ه- سبب في توليه مصر .
و- سبب في قدوم أخوته وأبويه .
* قوله تعالى فأرسلون ) الدقة والنظام لم يذهب مباشرة أيضا الأدب في مخاطبة الملوك فخاطبه بصيغة الجمع.
* قوله تعالى يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ........) (يوسف:46)
1- الصديق كثير الصدق ( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) قال العلماء هي درجة بعد النبوة لذلك وصف بها أبو بكر.
2- من نجاح الداعية هو صدقه ولو في أدق شيء فعلى طلاب العلم الاهتمام بذلك والحذر من الكذب أو كثرة التورية.
3- الأدب في خطاب الساقي في مخاطبته ليوسف .
4- كرم خلق يوسف حيث لم يعاتب الساقي على نسيانه بل أجابه بسرعة ولم يطلب الخروج أو مقابلة الملك في التعبير أو اشتراط الخروج
5- أيضا من كرم يوسف أنه قرن التعبير بفوائد لم ترد في الرؤيا لكنهم يستفيدون منها.
قوله تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يوسف:50)
1- لم يستغرق يوسف في اللحظة الحاضرة رغم طول سجنه وهنا صبر اختياري .
2- استغلال الفرصة في قوله (عن النسوة ..)
3- قوله صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن مثل يوسف لأجبت الداعي ) لا يفهم من أن يوسف أصبر من النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أنه صلى الله عليه وسلم في الشعب وهو أعظم سجن في التاريخ حيث سجن هو وأهله سنوات ولم يتضجر ولم يرجع ولم يلين . فيحل الحديث على أ- من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه ورفع مكانة يوسف عليه السلام . ب- إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته أن إذا أتيحت له فرصة أن لا يفوتها.
4- هل يجوز أن يقول المسجون لا أخرج حتى تظهر براءتي الصحيح لا .و يوسف سجن بتهمه تخص عرضه أما الداعية سجن لأنه داعية فمن أي شي تريد براءة .فرق بين من يقول لا أتنازل ومن يقول أريد أن اقدم براءتي.
5- دقة عبارات يوسف في مواضع (ارجع إلى ربك ..) ولم يقل ارجع إلى امرأة العزيز. أيضا لم يقل التي راودتني . وهذا من كمال خلقه حتى في عباراته .أيضا هنا دقة عبارة النسوة ( حاشا لله ) ولم ينبذنا امرأة العزيز .
6- قالت امرأة العزيز ( قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)(يوسف: من الآية51)
هذا اعتراف بالحقيقة وقد جاء الاعتراف في عدة مواضع كما في اعتراف إخوت يوسف .والاعتراف بالحقيقة من أصعب شيء لكن الحق أحق أن يتبع .
7- قوله تعالى ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) (يوسف:52) وهذه سنة إلهية إلى يوم القيامة فعمل المنافقين لا يمكن أن يتم ومهما بينوا للناس أنه صلاح . فكل من يستخدم منهج غير المنهج الصحيح عن محمد صلى الله عليه وسلم نقول لهم (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)(يونس: من الآية81)
8- قوله تعالى وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53) قال يعقوب لابناءه ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) والتسول ورد بالقران في مواضع قال الله عن السامري (بل سولت لي نفس ...) كلمة سولت أي زينت ومهدت وكلمة أمارة صفة لنفس أي تأمر وتكرر التسول للمعصية .
* ملاحظة : إذا حصل خطأ في مظهرك نبهك الناس لكن النفس لا يعلمها ألا الله ,وتسويل النفس لحظات إذا ثبت فيه المسلم زالت وألا كان لذة ساعة وحسرة دهر.
9- قوله تعالى حصحص الحق ) إذا كان قولك ثابت وحق لا تتأثر ولو اتهمت ستحصل براءتك بل قد تأتي براءتك على لسان من أتهمك .
10- مشهد أخير من هذه القصة قوله تعالى أتوني به استخلصه ...) هذه المرة قال أستخلصه لنفس أما المرة الأولى لم يقل ذلك وما بينهما إلا أيام لو استعجل يوسف لما نال هذه المنزلة , وهنا انتقل يوسف من الابتلاء بالضراء إلى الابتلاء بالسراء لكن ما هي المؤهلات التي أهلت يوسف لهذه المنزلة ,-التقوى , الصبر , الإحسان , الخلق , الصدق , الدعوة –
11- ما سر إعجاب الملك به (إنك اليوم لدينا مكين ....) أ- الدقة في تعبير الرؤيا ب- حسن الخلق ج- ثباته على مبدؤه د- حرصه على سلامة عرضه هـ- رجاحة العقل وعدم تعجله . و- عندما كلمه (فلما كلمه ...) والإنسان يحكم عليه من الكلام فالملك هنا لم يصدر بالحكم حتى كلمه .
12- قوله تعالى اجعلني على خزائن الأرض .....) هل تجوز طلب الولاية , هل يوسف طلب الولاية رأي شيخ الإسلام يقول توصلت أن يوسف لم يطلب الولاية يوسف جاء للملك وقال له الملك (إنك اليوم لدينا ..) قال الملك سنفعل بك وعرض عليه عروض فكان جواب يوسف لا أريد كل ذلك ولكن أريد شيء آخر يكون فيه خدمة المسلمين فقوله ( اجعلني ...) ليس طلب ابتداء ولكن معناه أنك إذا كنت لابد من تكليفي بعمل اجعلني على خزائن الأرض قال به جمهور من المفسرين .
· لكن نرجع للمسألة هل يجوز طلب الولاية الصحيح أن الحكم باقي ليس منسوخ لكن متى يكون الأمر ممنوع إذا كان لحظ النفس أو تخشى على نفسه أو يعرف من هو أكفأ منه أما نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمره عن طلب الإمارة لأن كفاءة عبد الرحمن كثير في الصحابة فالأولى أن لا تسأل أما إذا لم يكن فيه أحد وجاءت فرصة فطلبه مشروع كما في قصة يوسف .
· لماذا اختار يوسف هذه الولاية خاصة.
أ- أنها أرفع ولاية بعد الملك بل قيل هو الأمر الناهي .
ب- أنها تناسب مؤهلاته ( إني حفيظ عليم) .
ت- أن ولاية المال هي التي تتعلق بالناس في معاشهم وحياتهم فهو يريد أن يرتبط بالناس .
ث- لاحظ يوسف أن أكثر ما يكون اللعب في المال والمسألة محتاجة سياسة وعدل.
*هل يجوز أن يقبل مسلم ولاية عند كافر . اختلف العلماء