عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ السبت مارس 22, 2008 5:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا : محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صادقا :
فهو أصدق من تكلم ، كلامه حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادّا أو مازحا، بل حرّم الكذب وذمّ أهله ونهى عنه ، و قال: (( إنّ الصدق يهدي إلى البر، و إن البرّ يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا..)) الحديث أخرجه البخاري 6094 ومسلم 2607 عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ .
وأخبر أن المؤمن قد يبخل وقد يجبن، لكنه لا يكذب أبدا، وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم، فعاش ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصدق حبيبه وصاحبه، ويكفيه صدقا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخبر عن الله بعلم الغيب، و ائتمنه الله على الرسالة فأدّاها للأمة كاملة تامة، لم ينقص حرفا ولم يزد حرفا، وبلّغ الأمانة عن ربه بأتمّ البلاغ، فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّه وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره ، وحلّه وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، و فتاويه وقصصه، وقوله ونقله، وروايته ودرايته، بل معصوم من أن يكذب، فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين، قد أقام لسانه وسدّد لفظه، وأصلح نطقه وقوّم حديثه، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي يقول: (( ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين )) أخرجه أبو داود 4359 والنسائي 4067، وذلك لما قال له أصحابه : (( ألا أشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟! )) .
بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنّته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ )) الأحزاب8 . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )) التوبة 119 . (( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ )) محمد 21 . فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع أهله، صادق مع أعدائه، فلو كان الصدق رجلاً لكان محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهل يُتعلم الصدق إلا منه بأبي هو وأم ؟ وهل ينقل الصدق إلا عنه بنفسي هو ؟ فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي و الهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!
ثانيا : محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ صابرا :
فلا يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب و المشاق والأزمات كما مرّ به ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صابر محتسب (( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ )) النحل 127 . صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحيانا، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية ومكر اليهود وعتوّ النصارى وخبث المنافقين و ضرواة المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد، وصولة الباطل وطغيان المكذبين.. صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، وصبر على إغراء الولاية وبريق المنصب وشهوة الرئاسة، فصدف عن ذلك كله طلبا لمرضاة ربه، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصابر المحتسب في كل شأن من شؤون حياته، فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكّر (( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ )) طه 130، وكلما بلغ به الحال أشدّه والأمر أضيقه تذكّر (( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ )) يوسف 18، وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار تذكّر (( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )) الأحقاف 35. وصبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ صبر الواثق بنصر الله ، المطمئن إلى وعد الله ، الراكن إلى مولاه، المحتسب الثواب من ربّه جلّ في علاه، وصبره صبر من علم أن الله سوف ينصره لا محالة، وأن العاقبة له، وأن الله معه، وأن الله حسبه وكافيه، يصبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الكلمة النابية فلا تهزه، وعلى اللفظة الجارحة فلا تزعجه، وعلى الإيذاء المتعمّد فلا ينال منه.
مات عمّه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل حمزة فصبر، وأبعد من مكة فصبر، وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهرة فصبر، وكُذّب فصبر، قالوا له شاعر ، كاهن ، ساحر ، مجنون ، كاذب ، مفتر ، فصبر ............... أخرجوه، آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه، فصبر............. وهل يتعلّم الصبر إلا منه ؟ وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به ؟ فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمّل وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فاللهم أحينا على سنته ، و أمتنا على ملّته ، و احشرنا في زمرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أخوكم : عمار جعيل
عدل سابقا من قبل عمار جعيل في الأحد ديسمبر 28, 2008 1:14 am عدل 1 مرات | |
|
rezkighanem مشرف
عدد الرسائل : 226 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الأحد مارس 23, 2008 12:05 am | |
| الشكر الجزيـــــــــــــــــــــــــــــــل الاخ عمــــــــــــــــــــــــــــار
| |
|
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الإثنين مارس 24, 2008 2:47 pm | |
| - rezkighanem كتب:
الشكر الجزيـــــــــــــــــــــــــــــــل الاخ عمــــــــــــــــــــــــــــار
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل الشكر لك أخي الكريم على المرور و التعقيب وفقك الله و سدد خطاك و نفع بك . | |
|
lion مراقب
عدد الرسائل : 861 تاريخ التسجيل : 17/01/2008
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الأحد مايو 25, 2008 11:57 pm | |
| | |
|
oO-djalal-Oo
عدد الرسائل : 119 العمر : 35 الموقع : www.startimes2.com تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الإثنين مايو 26, 2008 1:24 am | |
| السلام عليكم :
بارك الله فيك استاذنا عمار وافقك الى مافيه خير للعباد ونتمنى ان تبقى دائما معنا و ان تفيدنا بعلمك بارك الله فيك وجزاك الله كل خير مشكور | |
|
أصيل عضو فعال
عدد الرسائل : 156 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 12/11/2007
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الجمعة يونيو 13, 2008 1:58 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه السلسلة الرائعة من سيرة خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حشرني الله و إياك في زمرته ، بارك الله فيك . | |
|
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كأنك تراه ـ الجزء الثاني ـ الأربعاء يونيو 18, 2008 2:33 pm | |
| - أصيل كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه السلسلة الرائعة من سيرة خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حشرني الله و إياك في زمرته ، بارك الله فيك .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم آمين ، بارك الله فيك أخي الفاضل " أصيل " نفعنا الله جميعا بما نقرأ أو نكتب و رزقنا الإخلاص في القول و العمل و أحسن خاتمتنا .
| |
|