عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: الأعذار المبيحة للفطر في رمضان الخميس أغسطس 28, 2008 5:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته رَفْع الحرج ، وعدم إلحاق الضرر والمشقة بالمكلف من المقاصد الأساسية التي رعتها الشريعة ، و تظافرت عليها أدلة الكتاب والسنة ، وفي ذلك يقول تعالى : (( يريد الله بكم اليسر )) (البقرة 185) ويقول سبحانه: (( يريد الله أن يخفف عنكم )) (النساء 28) ويقول : (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) (الحج 78) ، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إن الله يجب أن تؤدّى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته )) رواه أحمد ، وفي رواية: (( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه )) رواه البيهقي وغيره . وقد قرر أهل العلم استناداً إلى هذه النصوص عدداً من القواعد الفقهية ، التي تفيد رفع الحرج وإزالة الضرر والمشقة عن المكلف من ذلك قولهم : " المشقة تجلب التيسير " ، وقولهم : " الضرر مدفوع شرعاً " ، وقولهم : " الأمر إذا ضاق اتسع " ، ونحو ذلك مما أصله الفقهاء في قواعدهم الفقهية . وصيام رمضان وإن كان فرضاً على كل مكلف عاقل بالغ ، إلا أن هناك بعض العوارض والأعذار التي قد تطرأ على المكلف ، فتصرف عنه حكم الوجوب ، ويباح له الفطر حينئذ ، وربما وجب في حقه كما في حالات معينة ، وهذه العوارض هي ما يعرف بـ " رخص الفطر " أو " الأعذار المبيحة للفطر " ومنها : أولاً : المرض والمرض تغيّر يطرأ على الإنسان يخرجه عن طبيعته السّوية ، وهو من الأعذار المبيحة للفطر لقوله تعالى : (( فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر )) (البقرة 184) ، وضابط المرض المبيح للفطر هو المرض الذي يخاف معه الضرر والهلاك ، أو يلحق به مشقة شديدة تزيد في مرضه ، أو تؤخر برءه وشفاءه ، فهذا هو الذي يجوز الفطر معه ، ويقضي ما أفطره عند زوال عذره ، و إن كان من أصحاب الأمراض المزمنة التي لا يرجى شفاؤه منها فعليه الفطر و الفدية ، أما المرض الذي لا يلحق الصائم معه ضرر أو مشقه ، كمن به وجع ضرس أو أصبع أو نحو ذلك فلا يرخص له في الفطر . ثانياً : الكبر الشيخ الكبير والمرأة العجوز يرخص لهما في الفطر ، لعدم القدرة على الصيام ، ولا قضاء عليهما إذا كان الصيام يشق عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنة ، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً ، لقوله تعالى : (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )) (البقرة 184) ، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " الآية ليست منسوخة ، وهي للشيخ الكبير ، والمرأة الكبيرة ، لا يستطيعان أن يصوما ، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا " ، ومثلهما المريض مرضاً لا يرجى برؤه ، ويشق عليه الصوم ، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً . ثالثاً : الحمل والرضاعة اتفق الفقهاء على أنه يباح للحامل و المرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- : (( إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحبلى و المرضع الصوم )) رواه النسائي وغيره ، ويجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر ، حين يتيسر لها ذلك ، ويجب التنبه هنا أن مجرد الحمل والرضاعة لا يبيحان الفطر في رمضان ، وإنما الذي يبيح الفطر هو خوف الحامل و المرضع على نفسها أو ولدها . رابعاً : السفر المسافر إذا لم يقصد بسفره التحايل على الفطر ، فإنه يرخص له فيه ، لقول الله تعالى : (( فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر )) (البقرة 184) ، ولقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث المتقدم : (( إن الله وضع عن المسافر الصوم )) ، والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة الرباعية ، ويجب عليه القضاء بعد ذلك ، وهو مخير في سفره بين الصوم والفطر ، لقول أنس ـ رضي الله عنه ـ كما في الصحيحين : (( سافرنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم )) ، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدريِّ ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كانوا يرون أن من وجد قوة فصام ، فإن ذلك حسن ، وأن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن )) . خامساً : دفع ضرورة يرخص الفطر ـ وربما يجب ـ لدفع ضرورة نازلة ، كإنقاذ غريق ، أو إخماد حريق ، ونحو ذلك ، إذا لم يستطع الصائم دَفْع ذلك إلا بالفطر ، ويلزمه قضاء ما أفطره ، ودليل ذلك عموم الأدلة التي تفيد رفع الحرج ودفع الضرر ، والقاعدة " أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ". ومثله ما لو احتاج إلى الفطر للتقوّي على الجهاد في سبيل الله ، وقتال العدو ، فإنه يفطر ويقضي ما أفطر ، سواء كان ذلك في السفر أو في بلده إذا حضره العدو ، وفي صحيح مسلمٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ ـ رضي الله عنه ـ قال : (( سافَرْنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ إلى مكةَ ونحنْ صيامٌ فنَزلْنا منْزلاً ، فقال رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (( إنكم قد دَنَوْتم مِنْ عدوِّكم والْفِطرُ أقْوى لكم )) فكانتْ رخصةً ، فمِنَّا مَنْ صامَ ومنا مَنْ أفْطر ، ثم نزلنا منزلاً آخرَ ، فقال رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : (( إنكم مُصَبِّحو عدوِّكم والفطرُ أقوى لكم فأفْطرِوا وكانتْ عزمْةً فأفْطَرنا )) . هذه هي أهم الأعذار المبيحة للفطر شرعها الرؤوف الرحيم بعباده ، رفعاً للحرج عن العباد ، ودفعاً للضرر والمشقة عنهم ، منها ما يُلْزم صاحبها بقضاء الأيام التي أفطرها كما في حق المسافر ، والمرضع ، والحامل ، والمريض مرضاً يُرجى شفاؤه ، ومنها ما لا يلزمه قضاء تلك الأيام كما في حق الكبير ، والمريض مرضاً لا يرجى شفاؤه ، وإنما تلزمهم الفدية فقط ، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطروه ، وأما الفطر في رمضان من غير عذر فهو من كبائر الذنوب التي ورد الوعيد الشديد تجاه مرتكبها ، والله أعلم .
| |
|
صهيب
عدد الرسائل : 49 تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: رد: الأعذار المبيحة للفطر في رمضان الخميس أغسطس 28, 2008 6:07 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليك شيخنا"عمار"على ماقدمت فقد أجدت وأفدت بارك الله فيك
| |
|
عنتـــر
عدد الرسائل : 12 تاريخ التسجيل : 22/03/2008
| موضوع: رد: الأعذار المبيحة للفطر في رمضان الجمعة أغسطس 29, 2008 10:04 am | |
| شكرا الملخص الأعذار المبيحة للفطر في رمضان مع القضاء المرض الحمل والرضاع السفر دفع الضرورة العذر المبيح للفطر مع الفدية الكبر | |
|
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: الأعذار المبيحة للفطر في رمضان الجمعة أغسطس 29, 2008 8:53 pm | |
| - صهيب كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليك شيخنا"عمار"على ماقدمت فقد أجدت وأفدت بارك الله فيك
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و أحسن إليك أنت كذلك أخي " صهيب " نفعنا الله جميعا بما نقرأ أو نكتب و رزقنا الإخلاص و حسن الخاتمة .
| |
|
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: الأعذار المبيحة للفطر في رمضان الجمعة أغسطس 29, 2008 8:56 pm | |
| - عنتـــر كتب:
- شكرا
الملخص الأعذار المبيحة للفطر في رمضان مع القضاء المرض الحمل والرضاع السفر دفع الضرورة العذر المبيح للفطر مع الفدية الكبر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل الشكر لك أخي " عنتر " على المرور و التلخيص نفعنا الله جميعا بالقرآن الكريم و سنة المصطفى الأمين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، و رزقنا العلم النافع و الفهم السليم و الخلق الكريم .
| |
|