الحمد لله رب العالمين .. حمداً يوازي نعمه ، ويكافئ مزيده
والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد وعلى آله وصحبه وسلم
..اللهم إني أعلمُ أن الاستغفار مع الإصرار لؤم ..
ولكني أعلمُ أيضاً أن تركي الاستغفار مع معرفتي بسعة رحمتك عجز..
فلن أترك الاستغفار رغم ما أنا متلطخ به من أقذار ..
إلهي ..
.أي نعمك أعدد ..؟
وأي أياديك أردد ..؟
.كان الأصل أن نبقى ماسورين بين يديك حياءً منك
لأننا لم نقابل إحسانك بما يليق بك ..!
بل بدلا من ذلك : أكلنا خيرك ، وعبدنا غيرك ..!
وفرحنا بنعمتك ، وتجرأنا عليك ..!
أي عباد أشقياء نحن _ إن لم تلطف بنا وترحمنا _..!؟
ورغم شرودنا عنك ، وتجرأنا عليك ، وأعرضنا عن بابك ..
فلا تزال تتحنن علينا ، وتتودد إلينا ، وتتلطف بنا ، وتواصل إنعامك علينا
أي رب عظيم جليل أنت ..!
ما أقسى قلوبنا معك .. وما أرقها مع غيرك ..!
ما أوقح وجوهنا في معاملتك ، وما ألطفها وأجملها وأحلاها في معاملة غيرك ..!!
لو فعل بنا ومعنا مخلوق عشر معشار ما تفعله معنا أنت من إحسان :
لذابت قلوبنا حبا له ، وهياما به ، وحياء منه ، !
ولما توقفت ألستنا ثناء عليه ، وذكرا له ، ومدحا فيه ، وإعجابا به .. !
ولأصبحنا وأمسينا ونحن اسارى لإحسانه ..!!
فواخجلتاه منك ، وإن عفوت ..واخجلتاه منك ، وإن عفوت ..!
سبحانك .. لماذا لا نتعامل معك على هذه الصورة الرائعة الراقية ..
لو أنا تعاملنا معك على هذه الصورة لأصبحنا من خاصة خاصتك ..!
ومن أوليائك وأحبابك المقربين إليك .. الذين هم هم ..! .
إلهنا ، مولانا ، وسيدنا ..
..رغم تقصيرنا وكثرة عيوبنا ، وتجديفنا ..
نشهد أنك أنت الله لا إله غيرك ولا رب لنا سواك ..
نعترف لك بأخطائنا .. ونحتقر بين يديك نفوسنا الأمارة بالسوء
ونعلن لك عن عجزنا وضعفنا وذلنا لك ..
فإن ترحمنا وتعفو عنا وتتجاوز .. فهذا ظننا بك ..
بدأتنا بالرحمة والإحسان والكرم ، قبل أن نسألك ..
وظننا بك أنك ستكمل علينا ما بدأت رغم حقارة أفعالنا معك ، وسوء خلقنا !
وإن عذبتنا ، فإننا على تمام الثقة أنك لن تعذبنا ظلماً ،
بل هذا عدلك فينا ، وما تعفو عنه أكثر ..
إن عذبتنا فنحن أهل لذلك ..وهل جزاء العبد الآبق إلا العقوبة !
نعم وحقك ..
إن عذبتنا فهذا هو المتوقع .. لأننا أسرفنا في حقك كثيرا
وتمادينا مع أنفسنا كثيرا وطويلا ..
رغم أن أجسادنا الضعيفة لا تحتمل عذابك ، ولا تقوى على نارك ..!
إن عذبتنا فبعدلك ، وما أنت بظلام للعبيد ..
ولكنا مع هذا سنظل نهتف ، ونشهد ملائكتك ، وسماواتك وأرضك :
أننا نحبك ، وعزتك أنا نحبك ، رغم ما كان ويكون منا ..
نحبك ، رغم أن نفوسنا الأمارة تغلبنا ، فنعرض عنك كأنا لسنا بحاجة إليك !
نحبك ، فأنت ملء اسماعنا وابصارنا ،
وخيرك يغمرنا ، واحسانك بحر نحن غرقى فيه ..
نحبك ، ولكنا نخشى أن يكون حبنا لك حباً لا يتجاوز ألستنا فحسب !!
ولم تستقر شرارته في قلوبنا ..!!
فيا ويلاه ثم يا ويلاه إن كانت تلك هي الحقيقة ..
اللهم ارحمنا برحمتك .. واكرمنا بكرمك .. واغفر لنا يا غفار الذنوب
وابدل سيئاتنا حسنات .. وارزقنا قلوبا خاشعة ، وألسنة ذاكرة لا تغفل عنك .
اللهم وأرنا عجائب قدرتك في نصرة أوليائك تحت كل سماء
وارنا عجائب وغرائب قدرتك في إهلاك أعداء دينك حيثما كانوا ..
.
.....اللهم آمين .. اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
منقول
اخوكم حيدر