عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: ما يرضاه الله لعباده و ما يكرهه لهم الخميس ديسمبر 24, 2009 5:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إن الله يرضى لكم ثلاثا و يكره لكم ثلاثا : فيرضى أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا ، و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ، و يكره لكم قيل و قال ، و كثرة السؤال ، و إضاعة المال )) مسلم .
ترجمة الراوي ( أبو هريرة ):
هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، نسبة إلى دوس قبيلة من الأزد ، أسلم عام خيبر سنة سبع للهجرة ، و سنه تزيد على الثلاثين ، لازم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الملازمة التامة رغبة في العلم ، وصف بالكرم وشدة خدمته للضيف ، و كان من الصحابة الذين يرجع إليهم في الفتوى ، ولاه عمر على البحرين ثم عزله ، و طلب منه أن يكون عاملا له فأبى ، وولاه معاوية إمارة المدينة أكثر من مرة ، روى عنه كما قال البخاري أكثر من ثمانمائة ما بين صحابي و تابعي ، و له خمسة آلاف و ثلاثمائة و أربعة و سبعون حديثا اتفق البخاري و مسلم منها على ثلاثمائة ، و انفرد البخاري بثلاثة و سبعين ، لازم المدينة المنورة حتى توفي بها سنة ثمان و خمسين عن عمر ناهز الثامنة و السبعين ، و دفن بالبقيع.
شرح الحديث :
يرضى لكم : يأمركم .
يكره لكم : ينهاكم .
تعتصموا : تتمسكوا .
حبل الله : شريعة الله .
المعنى العام للحديث :
يأمرنا الله تبارك و تعالى في هذا الحديث على لسان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاثة أمور و ينهانا عما يناقضها :
*يأمرنا بعبادته عبادة خالصة و عدم الإشراك به ، يقول الله تعالى : (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ..)) الذاريات 56 ، و قوله تعالى : (( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء .. )) لقمان 13 ، فمن حق الإله الخالق الرازق الحافظ على عباده أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ، كما جاء في حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ حين قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( .. هل تدري ما حق الله على العباد ؟ قال قلت : الله و رسوله أعلم ، قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا )) مسلم .
*و يأمرنا بضرورة الاعتصام بالشريعة الإسلامية ، إذ هي وحي الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و الله تعالى هو خالق العباد و هو أعلم بما يصلح لهم في جميع مجالاتهم الدينية و الدنيوية ، و الشريعة الإسلامية خير كلها و رحمة كلها ، فمن تمسك بها لا يضل و لا يشقى ، بل ينال سعادة الدنيا و الآخرة ، و نهانا عن التفرق الذي يؤدي إلى الانهزامات و الإنكسارات قال تعالى (( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا …..)) .
*و ينهانا عن اللغو أي الكلام الذي لا فائدة منه ، و الإعراض عن اللغو فضيلة طالب الله بها عباده المؤمنين ، قال الله تعالى : (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ، و الذين هم عن اللغو معرضون )) المؤمنون 1 .
كما نهانا عن كثرة السؤال عما لا ينفع لأنه مضيعة للوقت ، و سبب لحدوث الشجار و الخلاف ، و يمزق أواصر الأخوة بين الناس ، كما نهانا عن تضييع المال في الطرق الحرام ، فالمال هو عصب الحياة ، و هو أحد المقاصد الضرورية الخمس ، لذلك حرم الله تعالى تضييعه و كل ما يعد من أكل أموال الناس بالباطل .
ما يستفاد من الحديث :
1-وجوب عبادة الله تعالى على كل فرد ، و إخلاصها لله وحده 2-حرمة الشرك بالله تعالى .
3-وحدة المسلمين و تمسكهم بشريعة الله هدف جاء الإسلام لتحقيقه ، و كل ما يفرق بين المسلمين فهو محرم شرعا .
4-وجوب حفظ اللسان عن اللغو .
5-ضرورة التحلي بآداب السؤال .6-حرمة تضييع المال و إنفاقه في سبل الحرام
| |
|