دول الفشل العربي تجتمع

عدد الرسائل : 58 تاريخ التسجيل : 11/01/2009

دول الفشل العربي تجتمع

بعد توريط وفشل صدام حسين في حرب الثماني سنوات لايقاف مايسمى "المد الفارسي" رغم وقوف دول الفشل او مايسمى دول الاعتدال بقوة خلفه، فقد عادت هذه الدول مرة اخرى لتجتمع تحت نفس العنوان ولكن بحجة "ايقاف التدخل في الشؤون العربية" هذه المرة! طبعا بقيادة السعودية ورعايتها استُبعدت دولا عربية اخرى يسمونها "دول الممانعة" مثل سوريا وقطر ودولا اخرى دخلت تحت مصطلح جديد في القاموس العربي هي "دول الحياد" مثل العراق ولبنان وهكذا قسّمت السعودية العالم العربي الى ثلاثة اقسام!

الفرق شاسع بين العام 1980 وعام 2009 كما ان الفرق كبير بين دولة مثل العراق ودولة الامارات التي يجتمع فيها الفاشلون. فالتعويل على الامارات كرأس حربة للوقوف بوجه ايران لايمت الى حسابات التكافؤ العسكري والبشري فضلا عن الخبرة والممارسة والتكنولوجيا واستراتيجيات الحرب والسلام. دولة مثل ايران لايمكن مقارنتها باي دولة عربية لا من حيث التعبئة والاستعداد ولا من حيث العقيدة والمبدأ. في الوقت الذي يعتمد فيه هؤلاء المجتمعون على تسطير الكلام واطلاق التصريحات فان الرد الايراني جاء عمليا من خلال اطلاق قمرها الاصطناعي الوطني الاول "اوميد-الأمل" ووضعه في مداره بنجاح. بيد ان هناك عامل اكثر اهمية من الاستعداد العسكري والتعئبة للحرب فيما هو رأي الجماهير ومدى علاقتها مع السلطة ففي الوقت الذي تمقت فيه شعوب دول الفشل العربية حكّامها وتتمنى زوالها اليوم قبل الغد فان الأمة الايرانية تلتف حول قيادتها وتدعمها في السياسة التي تنتهجها وتحديدا فيما يخص مجال التكنولوجيا الصاروخية والنووية والسياسة الخارجية وهو ماتفتقر اليه كل الدول العربية تقريبا.

ماتقوم به دول الفشل اليوم في ابو ظبي يثير اكثر من علامة استفهام حول الدفع القوي الذي تقوم به السعودية باتجاه التصعيد مع ايران في وقت تتجه فيه الادارة الديمقراطية الامريكية لانتهاج سياسة تختلف عما انتهجته الادارة الجمهورية! هذا الدفع يؤكّد مقولة غاية في الاهمية فيما هي محاولة السعودية للضغط على الادارة الجديدة لانتهاج ستراتيجية ليس اقل من ادارة الجمهوريين وهو ذات النهج الذي يدفع باتجاهه الاسرائيليون. لذلك فان القول بان ادارة الرئيس اوباما تواجه ضغوطا اسرائيلية من جهة وسعودية من جهة اخرى باتجاه تصعيد الامور مع ايران له مايؤكده على ارض الواقع.

أيضا هذه الخطوة ومن وجهة النظر السعودية انها ستخفف من السخط الجماهيري العربي والمسلم الذي نجحت ايران وسوريا وحماس وقطر تحديدا في تعبئته باتجاه فضح الجرائم الاسرائيلية اسوة بالانظمة العربية التي وقفت الى الجانب الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. هذه الخطوة ومن وجهة النظر السعودية والمصرية انها ستعيد التفاف المسلمين حول "خادم الحرمين" وذلك من خلال الضرب على وتر "المد الفارسي" علّها تجد صدىً ونجاحا خصوصا بعد فشل "المشروع الطائفي" الذي تبنته السعودية ومصر في وقت من الاوقات في محاولة لزيادة المسلمين فرقة وشتات وتمترس وتخندق لايجني ثماره طبعا الا الاسرائيليون ومن يقف الى صفهم. هذا الرأي يؤكده استبعاد قطر من اجتماع وزراء خارجية دول الفشل لتتأكد معه مقولة محاولة السعودية لاستبعاد اي دور قطري في اية محادثات عربية-عربية خاصة في الحالة الفلسطينية. السعودية تريد من وراء ذلك الاستئثار بالزعامة العربية بعدما تخلّى المسلمون لها عن الزعامة الاسلامية وهم مُكرَهون نظرا لوجود بيت الله الحرام والمسجد النبوي على ارض الجزيرة خصوصا بعدما تخلّت مصر طواعية عن ريادتها العربية وارتضت لان تكون تابعة. وهذا ماترجمه ابو الغيط وزير خارجية مصر الذي ارتضى ان يكون تابعا حتى في الذهاب الى ابو ظبي على متن طائرة واحده جمعته مع سعود الفيصل "بطل التحرير القومي" الجديد.

اذن التحرك السعودي برمته ماهو الا محاولة محمومة ومفضوحة لمسك الزعامتان العربية التي تنازعها قطر وسوريا عليها والاسلامية التي تنازعها فيها ايران. وتتأكد هذه المقولة من خلال النظر لجنس الدول التسع المشاركة في اجتماع مواجهة "المد الفارسي" التي انتقتها السعودية بعناية فائقة بناءً على قاعدة "نفّذ ولاتُناقش"! تتأكد هذه المقولة ايضا من خلال تبنّي السعودية لمصطلحات قومية عربية لم نسمعها من قبل من دولة دينية كانت ولازالت تحارب اية ايدلوجية عربية قومية فعبارات مثل "الحشد القومي العربي" في مواجهة "المد الفارسي" لم تكن معهودة في الخطاب الديني السعودي لكن حتما سنقرأها كثيرا عبر الاعلام السعودي في القادم من الايام. ويبقى السؤال الجوهري، كيف يقف العرب ضد "المد الفارسي" واكثر من النصف مغيّبون .

عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 11/07/2008

كل كلمة كتبتها صادقة وصحيحة
بوركت جعل الله كل اعمالك في ميزان حسناتك
شكرا يااااادمعة امل

مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة