***
*
*
كانت أُمي عندما تعود ظهرا تدخل مُسرعة، و هي تُنشف عرقها بطرف فوطتها، و أثار التعب بادية على وجهها، و لكنها تُحاول أن تُخفيه بابتسامة ملائكية، تسأل:
ماذا فعلتم؟ أنهيتم دروسكم؟ . .
فنومئ بالإيجاب .. ثم تُردف محدثة نفسها .. لقد تأخرت في الغذاء ..
فألحق بها أسألها :
أمي أين كنت؟ .. فتقول بلهجة واثقة:
جارتنا أم سلمان احتاجت إلى المُساعدة .. و جيراننا أهل خير لنا، ثم تُضيعني في متاهات الحديث ..
عن أم سلمان و عزيمتها و خطبة ابنتها عفاف ، و بعد أن تنتهي تنظر إلة بحزم و تقول:
"أنت اهتمي بدروسك و ساعدي اخوتك"،
و هكذا تتكرر الأسئلة و تتكرر الإجابات ، فأخجل من نفسي و أعود إلى كتابي مُشوشة الذهن و أنا أتساءل:
أين تذهب أمي ؟
تغيث ثلاثة صباحات في الأسبوع، تعود .. تفتح صندوقها و تضع فيع شيئا .. و عندما أطلب شراء شئ، أو أُكثر من الطلبات الطائشة لا ترد . .
تسكت لدقائق ثم يتدفق شلال من الحب يغمرني ..
تحضنني و تقول: ليكن لك ما تريدين الشهر القادم .. في هذه الأثناء تنتابني عواطف مُتضاربة ما بين الصدق و الكذب و الحب و العطف.. و أحيانا الحقد ، و في نفسي تتعاود الشكوك و الظنون
!