اللهم اعط منفقا خلفا

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أيها الأفاضل :السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يذكر المفسرون أنه لما تلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )) ، قال أبو الدحداح : (( فداك أبي وأمي يا رسول الله إن الله استقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال : نعم يريد أن يدخلكم الجنة به ، قال : فإن أقرضت ربي قرضا يضمن لي به و لأم الدحداح و لصبيتي معي الجنة ؟ ، قال:نعم ، قال : فناولني يدك ، فناوله الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يده فقال : إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة و الأخرى بالعالية ، والله لا أملك غيرهما ، قد جعلتهما قرضا لله تعالى ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ اجعل إحداهما لله و الأخرى دعها معيشة لك ولعيالك ، فقال : فأشهدك يا رسول الله إني قد جعلت خيرهما لله تعالى ، وهو حائط فيه 600 نخلة ، قال : إذا يجزيك الله به الجنة )).
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت نخل فأنشأ يقول :
هداك ربـي سـبـل الـرشــــــاد *** إلى سبيل الخير و السداد
بـينـي مـن حـائـط الــــــوداد *** قد مضى قرضا إلى التنـاد
أقرضته الله على اعـتـمـادي *** بالطوع لا من و لا ارتداد
إلا رجاء الضعف في الـمـعاد *** فارتحلي بالنفس و الأولاد
والبر لا شـك فـخـيــــــــر زاد *** قدمه المرء إلى المـعــــــاد
فقالت أم الدحداح : ربح بيعك ، بارك الله لك فيما اشتريت ، ثم أجابته و أنشأت تقول :
بـشـرك الله بـخير وفـــــــــرح *** مثلك أدى مـا لـديـه ونصح
قد متع الله عيالي ومـنـــــــح *** بالعجوة السوداء والزهو والبلح
والـعبد يسعى وله ما قد كدح *** طـول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم ، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( كم عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح )) ( العذق : العرجون ، رداح : ثقيل )

إخوة الحق و الإيمان : لا شك أن الناس متفاوتون في قدرتهم على العمل سواء أكان ذلك من جهة القوة الجسمية أو المعنوية ، فهم متفاوتون
في ذلك ما بين العجز الكامل عن العمل ، والقدرة الكاملة على القيام بأرفع أنواع الأعمال ، فينشأ في المجتمع تفاوت في الثروة بين الناس ، و لا بد أن تظهر الفاقة و الحاجة في المجتمع ، فالفقر مصيبة تقع على الإنسان وهو خطر على العقيدة ، وبخاصة الفقر المدقع الذي بجانبه ثراء فاحش ، وبالأخص إذا كان الفقير هو الساعي الكادح والمترف هو المتبطل القاعد ، فحينئذ يكون مدعاة للشك في حكمة التنظيم الإلهي للكون وفي عدالة التوزيع الإلهي للرزق لهذا استعاذ منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما استعاذ من الكفر وذلك حيث يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر )) أبو داود وغيره ، ويقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة ، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم )) أبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة .
كما أنه خطر على الأخلاق والسلوك ولعل أدل على ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إن الرجل إذا غرم ـ استدان ـ حدث فكذب ، ووعد فأخلف )) البخاري .
كما أنه خطر على الأسرة يؤدي إلى تطليق المرأة وإلى انتشار الرذيلة لعدم القدرة على الزواج ، وإلى وأد الأبناء ، فقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، قال : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك )) متفق عليه .
كما أنه خطر على المجتمع واستقراره فقد روي عن أبي ذر أنه قال : " عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ؟ " .
وقد تكون هذه الظاهرة نتيجة ظلم في نظر الإسلام كاستغلال المرابين للعاملين بجهودهم واحتكار التجار ، وإنقاص أجور العمال و إعطائهم دون ما يستحقون ، و الأرباح الفاحشة بسبب تحكم البعض في الأسعار ، وأخذ الموظفين للرشوة ، ….الخ .

إخوة الحق و الإيمان : ونظرا لخطورة الفقر فقد أولى القرآن الكريم عناية فائقة بالفقراء ، ولنسمع لآيات الله في ذلك ليطمئن الفقراء أن الله
معهم ولن يتخلى عنهم أبدا :
قال تعالى : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ، و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم )) التوبة 60 ، هذا في الزكاة .
وقال تعالى : (( واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه ………..)) الأنفال 41 .
وقال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا،و بالوالدين إحسانا،وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل و ما ملكت أيمانكم،إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )) النساء 36 .
وقال تعالى : (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ذلك خير للذين يريدون وجه الله )) الروم 38
وقال تعالى : (( و آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا )) الإسراء 26
وقال تعالى : (( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول ولذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء …. )) الحشر 7 .
وقال تعالى : (( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما و أسيرا)) الإنسان 8 .
وقال تعالى : (( ما سلككم في سقر ؟ قالوا : لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين )) المدثر ، وقال تعالى ( ... وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين )) البقرة 184 ، وقال تعالى : (( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون ، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ، فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ، فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين .. )) القلم 17 ـ 24 .
وفي الكفارات : قال تعالى : (( .... فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ... )) المائدة 89 .
وقال تعالى : (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة …)) البقرة 177 .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اللهم آمين ..... اللهم آمين ..... اللهم آمين
جزاك الله خيرا أخي " أصيل " و سنكون
في الموعد إن شاء الله ، و الله أسأل أن يوفقنا
لما يحبه و يرضاه و يرزقنا الإخلاص لوجهه
الكريم ، و أن يبارك في أموال المساهمين
و أعمارهم و أهليهم .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اللهم آمين .... اللهم آمين ..... اللهم آمين
بارك الله فيك أخي الكريم " مؤمن " على دعواتكم
و حسن ظنكم ، و الله أسأل أن يجعلني خيرا مما تظنون
و يغفر لي ما لا تعلمون ، و أن يرزقني الإخلاص في القول و العمل
و أن يحسن خاتمتي .
و أما عن المساعدات فهي سنة منذ عدة سنوات و الفضل يعود لله أولا
ثم للخيرين من أهل البلدة جزاهم الله خيرا و بارك في أعمارهم و أموالهم
و زوجاتهم و ذرياتهم ، و ما أنا إلا سفير و سأكون خير سفير بإذن الله
بين الفقراء و الأغنياء .