هل يجوز شراء سيارة بالتقسيط ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شيخنا و أستاذنا الفاضل ( عمار ) : لقد أقدم أخي على شراء سيارة
عن طريق التقسيط ، إلا أن الشك ظل يراوده في حلّية هذا البيع
وخاصة أن أحد الأشخاص أخبره بأنه حرام .
أفيدونا برأي يزيل حيرة أخي ، و بارك الله فيك و نفع بك .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

حياك الله و بياك أخي الكريم " مؤمن " و جعل الجنة مثواك .

فيما يتعلق بالمسألة التي طرحتها فأقول و بالله التوفيق :

البيع بالتقسيط جائز إذا ضبط بالضوابط الشرعية ، و توفرت فيه شروط البيع الصحيح و هي :

أولا : أن يجزم الطرفان ويتفقا على طريقة الدفع - قبل إبرام العقد - هل هي بالتقسيط ؟ أو بالدفع حالاً - لأن عدم الجزم بأحدهما مع تخيير المشتري بين الطريقين هو من باب بيعين في بيعة واحدة، وقد نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك، ففي سنن أبى داود والترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا )) .

ثانيا : أن تكون العين المباعة مباحة .

ثالثا : أن تكون من مالكها أو وكيله .

رابعا : أن تكون الأقساط معلومة والأجل مسمى ، لقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه )) [البقرة:281].
ولقصة بريرة الثابتة في الصحيحين فإنها اشترت نفسها من سادتها بتسع أواق في كل عام أوقية، وهذا هو بيع التقسيط ولم ينكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك بل أقرّه ولم ينه عنه ، و إن اشترتها عائشة فيما بعد وعجّلت الأقساط .
وعلى هذا جرى عمل المسلمين في القديم والحديث .

و بالنسبة لشراء السيارة فيحتمل 3 صور :

أ ـ أن تشتري السّيارة من بائعها بمبلغ تدفعه أقساطاً، أو تدفع بعضه معجلاً و باقيه مقسّطا، ولا يضرّ كون الثمن المقسّط أزيد من الثمن الحالّ ، كأن يكون ثمن السيارة حالاً خمسين مليونا وثمنها مقسّطاً سبعين مليونا .

ب - أن تشتري السّيارة عن طريق وسيط ( البنك مثلا ) تخبره بالسّيارة التي تريد، فيشتريها شراء حقيقياً بمبلغ محدد ( خمسين مليونا مثلاً ) ثم يبيعها لك بالأقساط بمبلغ ( سبعين مليونا ) ، فلا حرج في ذلك.

ج - و لا يجوز الشراء بالتقسيط عن طريق بنك أو غيره إذا كان لا يشتري السّيارة شراء حقيقياً ، وإنما يدفع ثمنها نيابة عنك ثم يسترد منك الثمن مقسّطاً مع الأرباح، لأنّ حقيقة هذه المعاملة أنّه أقرضك ثمن السيارة (خمسين مليونا مثلاً) على أن تردّ إليه (سبعين مليونا ) وهذا قرض ربوي محرم.

أما الفرق بين هذه الحالة والتي قبلها فهو في كون البنك ، أو المصرف، أو الشخص البائع في الحالتين ( أ و ب ) يشتري السّلعة شراء حقيقياً ثم يبيعها لك ، أما الصورة ( ج ) فهو لا يشتري شراء حقيقياً وإنما يقرض الثمن بفائدة.
و الله أعلم .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أجبت و وفّيت و كفيت
بارك الله فيك .

مؤمن كتب:: بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أجبت و وفّيت و كفيت
بارك الله فيك .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخي الكريم " مؤمن " ، و الله أسأل أن يرزقني و إياك
العلم النافع و الفهم السليم و يفقهنا في دينه ، و يطهر قلوبنا و ألسنتنا
و يحسن خاتمتنا .