عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
موضوع: حمزة سيّد الشهداء السبت أبريل 26, 2008 4:12 pm
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي (55 ق.هـ ـ 3 هـ)،(567 م-624 م)
هو عمّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخوه من الرضاعة ، كان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعزّ فتى في قريش وأشدّهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش .
أمّه هي هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية ، و كنّي بأبي عمارة و أبي يعلى ، و لقّب بسيد الشهداء ، و أسد الله وأسد رسوله.
ميلاده وطفولته :
ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً.
إســلامــه :
كان ترباً لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيره وانتصار لرسول الله ، فقد كان عائداً من الصيد مرّة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقال: " أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ " ثم مضى إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون فرحاً كبيراً، وعزّ جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً.
حياته في الإسلام :
حصار الشعب :
في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة.
هـجـرتــــــــه :
ولما أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول .
جــهـــاده :
وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي سفيان بن أمية في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين.
شهد مع النبي غزوة ودّان -قرية قريبة من الجحفة بين مكة والمدينة- وحمل لواء الغزوة .
وظهرت بطولته في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلى بلاء حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون " ذلك فعل بنا الأفاعيل " وقد كان حمزة بحق بطل غزوة بدر الكبرى.
وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة الثانية للهجرة كان حمزة حاملاً لواء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة.
وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي حدثت في شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسيفين كأنه الجمل الأورق.
اسـتـشــهــاده :
استشهد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد.
قـصّـة وفــاتــه :
قتله وحشي الحبشي، ولقتله قصة ذكرها وحشي حيث كان غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر كما ذكر، فلما سارت قريش إلى أحد، قال جبير لوحشي " إن قتلت حمزة عم محمد، فأنت عتيق " فخرج وحشي مع الناس، وكان رجلاً حبشياً يقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما يخطئ، قال وحشي : " والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يبقي به شيئاً مثل الجمل الأورق ، إذ تقدمني إليه سبّاع بن عبد العزى، فقال له حمزة: هلمّ إليّ يا ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فقتله، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في أسفل بطنه، حتى خرجت من بين رجليه وقضت عليه ، فَوَقَعَ، فَذَهَبَ لِيَنُوْءَ، فَغُلِبَ، فَتَرَكْتُهُ وَإِيَّاهَا، حَتَّى إِذَا مَاتَ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى العَسْكَرِ، فَقَعَدْتُ فِيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي حَاجَةٌ بِغَيْرِهِ. فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ هَرَبْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَفْدُ الطَّائِفِ لِيُسْلِمُوا، ضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَقُلْتُ أَلْحَقُ بِالشَّامِ، أَوِ اليَمَنِ، أَوْ بَعْضِ البِلاَدِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي ذَلِكَ مِنْ هَمِّي، إِذْ قَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنْ يَقْتُلُ مُحَمَّدٌ أَحَداً دَخَلَ فِي دِيْنِهِ ، فَخَرَجْتُ، حَتَّى قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (( وَحْشِيٌّ؟ )). قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ((اجْلِسْ، فَحَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ)). فَحَدَّثْتُهُ كَمَا أُحَدِّثُكُمَا. فَقَالَ: (( وَيْحَكَ! غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ، فَلاَ أَرَيَنَّكَ )). فَكُنْتُ أَتَنَكَّبُ رَسُوْلَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حَيْثُ كَانَ، حَتَّى قُبِضَ. فَلَمَّا خَرَجَ المُسْلِمُوْنَ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، خَرَجتُ مَعَهُم بِحَرْبَتِي الَّتِي قَتَلْتُ بِهَا حَمْزَةَ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ، نَظَرْتُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ وَفِي يَدِهِ السَّيْفُ، فَوَاللهِ مَا أَعْرِفُهُ، وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُرِيْدهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَكِلاَنَا يَتَهَيَّأُ لَهُ. حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي، دَفَعْتُ عَلَيْهِ حَرْبَتِي، فَوَقَعَتْ فِيْهِ، وَشَدَّ الأَنْصَارِيُّ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ. فَإِنْ أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ " .
التمثيل بجثته :
ثم إن نسوة من قريش ومنهن هند بنت عتبة التي قُتل أبوها وأخوها في معركة بدر مثّلن في جثته وبقرن بطنه، وأكلت هند كبده فلم تستسغه فلفظته.
أثــر وفــاتــه :
لما وقف عليه رسول ورآه قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق وقال : (( رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات ))، وقال أيضاً (( لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليَّ من هذا)) ثم قال: (( لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع ))، ثم أمر بالقتلى، فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة، ثم يُجاء بسبعة فيكبر عليهم سبعاً حتى فرغ منهم، وقال بحقه (( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب)).وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلاَثَةَ فِي قَبْرٍ، وَالاثْنَيْنِ، فَيَسْأَلُ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ قُرْآناً؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ.
و قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : (( لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ، لأُمَثِّلَنَّ بِثَلاَثِيْنَ مِنْهُم)). فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَا بِهِ مِنَ الجَزَعِ، قَالُوا: " لَئِنْ ظَفِرْنَا بِهِم، لَنُمَثِّلَنَّ بِهِم مُثْلَةً لَمْ يُمَثِّلْهَا أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ بِأَحَدٍ " . فَأَنْزَلَ اللهُ: (( و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك إلا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )) فَعَفَا رَسُوْل اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ و نهى عن المثلة .
وكان استشهاد حمزة في منتصف شهر شوال سنة 3 هـ (624م) وله من العمر نحو (58سنة) ، ثم أمر رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحمزة ـ رضي الله عنه ـ فدفن في موقع المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء، ولما رجع رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحد إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: (( لكن حمزة لا بواكي له )) فاجتمع نساء وبكين حمزة ولما أطلن البكاء قال : ((مروهنّ لا يبكين على هالك بعد اليوم )).
وكانت السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ تأتي قبر حمزة .. ترمه وتصلحه .
رثـــــــــــــــاؤه :
رثاه عدد من الشعراء منهم عبد الله بن رواحة الذي يقول فيه:
بكت عينـي وحق لها بكاها *** وما يغني البكـاء ولا العويـل على أسد الإله غـداة قالـــوا *** أحـمزة ذاكـم الـرجل القتيــل أصيب المسلمون به جميعاً *** هناك وقد أصيب به الرسول
فاللهم احشرنا معهم بجوار المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أخوكم : عمار
lion مراقب
عدد الرسائل : 861 تاريخ التسجيل : 17/01/2008
موضوع: رد: حمزة سيّد الشهداء الجمعة مايو 23, 2008 11:49 pm
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اهلا و سهلا بأستاذنا الكريم و بموضوعك الجميل فاللهم احشرنا معهم بجوار المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اهلا و سهلا بأستاذنا الكريم و بموضوعك الجميل فاللهم احشرنا معهم بجوار المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم آمين ، جزاك الله خيرا أخي الفاضل " الطاهر " مشكور على المرور و التعقيب ، وفقك الله و سدد خطاك و أنار دربك .
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين أما بعد : نشكرك علــــــــــــــى الموضوع الرائع و الإختيار الجميل أخي(عمـــــــــــــار جعيـل)... و بارك الله فيك...
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
موضوع: رد: حمزة سيّد الشهداء الجمعة أغسطس 29, 2008 8:10 pm
شهاب كتب:
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين أما بعد : نشكرك علــــــــــــــى الموضوع الرائع و الإختيار الجميل أخي(عمـــــــــــــار جعيـل)... و بارك الله فيك...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بل الشكر لك يا " شهاب " على المرور و التعقيب حفظك الله و رعاك و نفع بك .