| و من شرّ حاسد إذا حسد | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: و من شرّ حاسد إذا حسد الأربعاء أبريل 16, 2008 2:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
روى أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كنا يوما جلوسا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : (( يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة )) ، قال : فطلع علينا رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه قد علّق نعليه في يده الشمال فسلّم ، فلما كان الغد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل ذلك فطلع ذلك الرجل ، وقاله في اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل ، فلما قام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ فقال له : إنّي لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت ، فقال : نعم ، فبات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا انقلب عن فراشه ذكر الله تعالى ، ولم يقم إلا لصلاة الفجر ، قال : غير أني ما سمعته يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث و كدت أن أحتقر عمله قلت : يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول كذا و كذا فأردت أن أعرف عملك فلم أرك تعمل عملا كثيرا فما الذي بلغ بك ذاك ؟ فقال : ما هو إلا ما رأيت ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشا و لا حسدا على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله : فقلت له : هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق )) رواه أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين .
من المعلوم لكل مسلم ومسلمة أن لظاهر الجسد وجوارحه السّبعة آفات وأمراضا ومعاصي قد نبّهنا الشرع إليها ووضحها لنا ونهانا عن التخلق بها وعملها ، وكذلك للقلب إلا أن أمراضه ومعاصيه دقيقة ، فقد قـال الـرسـول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) الشيخان.
وللقلوب أمراض كثيرة منها الحسد ؟؟
و الحسد خلق ذميم ، لإضراره بالبدن و إفساده للدّين ، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شرّه في قوله تعالى : (( ومن شر حاسد إذا حسد )) ، وقد اعتبر بعض السّلف أنّ الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء يعني حسد إبليس لآدم ـ عليه السلام ـ (( خلقتني من نار و خلقته من طين )) الأعراف 12 . وهو أول معصية في الأرض ويقصد بها معصية قابيل بن آدم حين قتل أخاه هابيل حسدا (( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر،قال: لأقتلنك ، قال : إنما يتقبل الله من المتقين..)) المائدة 27 .
معاشر القرّاء : هناك فرق جلي بين الحسد و المنافسة ، فالحسد هو تمني زوال نعمة الغير سواء تمنى انتقالها إليه أم لا ، أما المنافسة فهي طلب التشبه بالأفاضل من غير إدخال ضرر عليهم ، فالمؤمن يغبط ، والمنافق يحسد ، قال شاعر :
نافس على الخيرات أهل العلا **** فإنّما الدّنـيا أحاديـث كل امرئ في شأنـه كـادح ***** فوارث منهم وموروث
ومما جاء في ذمّ الحسد قوله تعالى : (( إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها )) آل عمران 120 ، وهذا الفرح شماتة ، والحسد والشماتة يتلازمان ، (( ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفّارا حسدا من عند أنفسهم )) البقرة 109 ، أي أن حبهم زوال نعمة الإيمان حسد . وذكر الله تعالى حسد أخوة يوسف ـ عليه السلام ـ وعبّر عمّا في قلوبهم بقوله : (( إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ، اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم )) يوسف 8 ، 9 ، فلما كرهوا حب أبيهم له وساءهم ذلك و أحبوا زواله عنه غيّبوه عنه ؟
وقد روي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من الحرص على المال والحسد في دين المسلم ، و إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )) أبو داود .
و إليكم هذه القصة لرجل حاسد أوقعه حسده فيما لا تحمد عقباه ، روى أبو نعيم في الحلية قال : كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له حاجب يقربه ويدنيه ، وكان هذا الحاجب يقول : " أيها الملك أحسن إلى المحسن ودع المسيء تكفك إساءته " فحسده رجل على قربه من الملك فسعى للخلاص منه ، فقال : أيها الملك : إن هذا الحاجب هو ذا يخبر الناس أنك أبخر ـ ذو رائحة تخرج من جوفه منتنة ـ ، قال : وكيف لي أن أعلم بذلك ؟ قال : إذا دخل عليك تدنيه لتكلمه فإنه يقبض على فيه ، قال : فذهب السّاعي فدعا الحاجب إلى دعوته ، واتخذ مرقة و أكثر فيها الثوم ، فلما كان الغد دخل الحاجب فأدناه الملك ليكلمه بشيء فقبض على فيه ، فقال له الملك : تنحّ ، فدعاه بالدواة وكتب له كتابا وختمه وقال : اذهب بها إلى فلان ، وكانت جائزته مائة ألف ، فلما أن خرج استقبله السّاعي فقال : أيّ شيء هذا ؟ ، قال : قد دفعه إليّ الملك ، فاستوهبه ( أي طلب الساعي أن يأخذ هو الكتاب ) فوهبه له ، فأخذ الكتاب ومرّ به إلى فلان ، فلما فتح الكتاب دعي الذباحون ، فقال : اتقوا الله يا قوم فإنّ هذا غلط وقع عليّ ، أو عاودوا الملك ، وكان في الكتاب : ** إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه واسلخوه واحشوه التبن ووجهوه إليّ ** فنفذوا أمره و أرسلوه كما طلب منهم ، فتعجب الملك ، فقال للحاجب : تعال وحدثني و أصدقني لما أدنيتك لماذا قبضت على فيك ؟ قال : أيّها الملك إنّ هذا دعاني إلى دعوته و اتخذ مرقة و أكثر فيها الثوم فأطعمني ، فلما أن أدناني الملك قلت : يتأذى الملك بريح الثوم ، فقال : " فارجع إلى مكانك وقل ما كنت تقوله ، ووصله بمال عظيم " .
فكيف كانت نتيجة الحاسد ؟؟ قد وقع في شرّ أعماله .
و أما ما يتعلق بالمنافسة فقد ورد قوله تعالى : (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) المنافقين 26 ، وقوله تعالى : (( سابقوا إلى مغفرة من ربكم )) الحديد 21 . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار )) الشيخان ، وفي رواية : (( رجل آتاه الله مالا فسلّطه على هلكته في الحق ، و رجل آتاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه الناس )) متفق عليه .
معاشر القرّاء : ونظرا لخطورة هذا المرض العضال تناوله الحكماء والشعراء :
قال ابن شيرين ـ رحمه الله ـ : " ما حسدت أحدا على شيء من أمر الدنيا ، لأنّه إن كان من أهل الجنّة فكيف أحسده على أمر الدّنيا وهي حقيرة في الجنّة ، و إن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدّنيا وهو يصير إلى النّار " .
و قال أحد الحكماء : " من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد ، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد " .
و قال ابن معتز : " الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ، بخيل بما لا يملكه ، طالب ما لا يجده " .
وقال أحد الحكماء : " ليس شيء أضرّ من الحسد يصل بسببه إلى الحاسد خمس عقوبات : غمّ لا ينقطع ، ومصيبة لا يؤجر عليها ، ومذمّة لا يحمد بها ، ويغضب عليه الرّب ، ويغلق عنه أبواب التوفيق " .
و قال أحد الحكماء : " ما كانت نعمة الله على أحد إلا وجّه لها حاسدا ، فلو كان الرجل أقوم من القدح لما عدم غامزا ؟؟ " .
و قال أحد الحكماء : " يا ابن آدم لم تحسد أخاك ، فإن كان الذي أعطاه الله لكرامته عليه فلم تحسد من أكرمه الله تعالى ؟؟ ، وإن يكن غير ذلك فلا ينبغي لك أن تحسد من مصيره إلى النّار " .
و قال آخر :
أعطيت كل الناس من نفسي الرّضا **** إلاّ الحسود فإنّـه أعـيـاني مـا إنّ لـي ذنـبـا إلـيــــــــه علمتــــــه **** إلا تظاهـر نعمة الـرحمن و أبى فما يرضـيــــــــــه إلا ذلّـتــــي **** وذهاب أموالي وقطع لساني
ــــــــــــــــــــــــــــ يتبع إن شاء الله ـــــــــــــــ
عدل سابقا من قبل عـــمّـــار في الخميس يونيو 05, 2008 8:03 pm عدل 2 مرات | |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الأربعاء أبريل 16, 2008 2:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الحسد :
1- العداوة و البغضاء : وهي أشد أسباب الحسد ، فإنّ من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخـالفه في غرض بوجه من الوجوه أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في نفسه الحقد ، والحقد يقتضي التشفّـي و الانـتقام ، فإذا أصابت محسوده بليّة فرح بها ، وإن أصابته سيئة فرح بها ، وقد وصف الله تعالى الكفار بحسد العداوة في قوله تعالى : (( و إذا لقوكم قالوا آمنا و إذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله علـيم بذات الصدور ، إن تمسسكم حسنة تسؤهم …..)) آل عمران 119 ـ 120 ، وقوله تعالى : (( ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر )) آل عمران 118 ، والحسد بسبب البغض ربّما يفضي إلى التنازع والتقاتل واستغراق العـمر في إزالة النّعمة بالحيل و السّعاية وهتك الستر وما يجري مجراه .
2- التعجّب : كما أخبر الله تعالى عن الأمم السالفة إذ قالوا : (( ما أنتم إلا بشر مثلنا )) يسن 15 ، (( وقالـوا أنـؤمـن لبشرين مثلنا )) المؤمنون 47 ، (( ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون )) المؤمنون 34 ، فتعجبوا من أن يفوز برتبة الرسالة والوحي والقرب من الله تعالى بشر مثلهم فحسدوهم ، وأحبوا زوال النبوة عنهم جزعا أن يفضل علـيـهم من هو مثلهم في الخلقة فقالوا متعجبين : (( أبعث الله بشرا رسولا )) الإسراء 94 ، وقالوا : (( لولا أنزل علينا الملائكة )) الفرقان 21 ، وقال تعالى : (( أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم )) الأعراف 69 .
3- الكـبـر : وهو أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه ويستصغره و يستخدمه ويتوقع منه الانقياد له والمتابعة في أغراضه ، فإذا نال نعمة خاف أن لا يحتمل تكبره ويترفع عن متابعته ، بل لربما يتشوّق إلى مساواته أو إلى أن يترفع عليه فيعود متكبرا بعد أن كان متكبرا عليه ، وهو حسد أكثر الكفار لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قالوا : كيف يتقدم علينا غلام يتيم وكيف نطأطىء رؤوسنا له ؟ فقالوا (( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )) الزخرف 31 . وقال تعالى يصف قول قريش : (( أهؤلاء من الله عليهم من بيننا )) الأنعام 53 .
4 - الـتعزّز : وهو أن يثقل عليه أن يترفع عليه غيره ، فإذا أصاب بعض أمثاله ولاية أو علما أو مالا خاف أن يتكبر عليه وهو لا يطيق تكبره ولا تسمح نفسه باحتمال صلفه وتفاخره عليه ، وليس من غرضه أن يتكبر بل غرضه أن يدفع كبره ، فإنه قد رضي بمساواته مثلا ، ولكن لا يرضى بالترفع عليه .
5- الخوف من فوت المقصد : وذلك يختص بالمتزاحمين على مقصد واحد ، فإن كلّ واحد يحسد صاحبه في كلّ نعمة تكون عونا له على الانفراد بمقصوده ، ومن هذا الجنس تحاسد الضرات في التزاحم على مقاصد الزوجية ، وتحاسد الاخوة في التزاحم على المنزلة في قلب الأبوين للتوصل به إلى مقاصد الكرامة والمال ، وكذلك تحاسد التلميذين لأستاذ واحد على نيل المرتبة في قلب الأستاذ ، وتحاسد جلساء المسؤولين في نيل المنزلة من قبله للتوصل به إلى المال والجاه ، وكذلك تحاسد الواعظين المتزاحمين على أهل بلدة واحدة إن كان غرضهما نيل المال بالقبول عندهم ، وكذلك تحاسد العالمين المتزاحمين على طائفة من المتفقهة محصورين،إذ يطلب كل واحد منزلة في قلوبهم للتوصل بهم إلى أغراض له.
6- حب الرياسة وطلب الجاه للنفس : وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظر في فنّ من الفنون إذا غلب عليه حب الثناء و استفزّه الفرح بما يمدح به من أنه واحد الدهر وفريد العصر في فنّه ، و أنّه لا نظير له ، فإنّه لو سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك و أحبّ موته ، أو زوال النّعمة عنه التي بها يشاركه المنزلة ، وقد كان علماء اليهود ينكرون معرفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يؤمنون به خيفة من أن تبطل رياستهم و استتباعهم مهما نسخ علمهم .
7- خبث النفس و شحها بالخير لعباد الله تعالى : فإنّ هناك بعض الناس إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله تعالى فيما أنعم الله به عليه يشق ذلك عليه ، وإذا وصف له اضطراب أمور الناس و إدبارهم وفوات مقاصدهم وتنغّص عيشهم فرح به ، ويقال : " البخيل من يبخل بمال نفسه و الشحيح هو الذي يبخل بمال غيره " ، فهذا يبخل بنعمة الله تعالى على عباده الذين ليس بينه و بينهم عداوة ولا رابطة ، هذا ليس له سبب ظاهر إلا خبث في النفس و رذالة في الطبع . معاشر القرّاء : لقد ابتليت دعوة الإسلام على مدار التاريخ القديم والحديث بحوادث ذات أبعاد مأساوية كان الحسد أحد أبرز أسبابها ، ولا أعني حسد الأبعدين وإنما حسد الأقربين :
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضـة ***** على المرء من وقع الحسام المهنّد
فكم من أناس طاهرين اتهموا زورا وبهتانا وأشيعت حولهم الشائعات والأراجيف بسبب حاسد مريض النفس لا يرعى فيمن حوله إلا ولا ذمة . و كم من فتن أوقدت و أحقاد سعّرت بسبب حسد النفوس . بل كم مــن صـفـوف تـداعـت وتصدّعت وتبعثرت جموعها وتمزّقت بفعل حسود حقود سار بالفتنة دون أن يخشى الله رب العالمـين ودون أن يلتفت إلى ما روي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه )) ثم تلا قوله وتعالـــى : (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )).
وآفة الحسد في تفاقمها وهياجها تدفع بصاحبها إلى ارتكاب كل الحماقات وإلى استحلال كل المكروهات و المحـرمـات كالنار في اندلاعها وهياجها تحرق الأخضر واليابس دون أن تترك شيئا ، فقد تسوّل للحاسد نفسه أن يكذب ويختلق ويلفّق لينال من غريمه الذي يحسده ، وقد يقع في الغيبة والنميمة وهو يظن أنه يحسن صنعا ويبرر له شيطانه سوء عـمـلـه ليسقطه في الفتنة (( ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )) ،
والسؤال المطروح :
كيف نواجه أهل الحسد ؟
من خلق الإسلام وخلق النبوة محاذرة الحاسدين ومقاطعة المغتابين وعدم الاستماع إليهم وعدم مجاراتهم والجلوس إلــى مجالسهم ليدركوا شنيع فعلتهم وقبيح خصلتهم ، بل إن الإسلام يوجب على من سمع شيئا من الهمس الآثم أن ينكره علـى قائله والمتحدث به وأن يذب عن عرض أخيه ويلقن الوالغ في أعراض الناس درسا من شرع الله و أخلاق الإسلام ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار )) أحمد.
وليحذر الجميع بطش الله ووعده ووعيده على لسان نبيه : (( يا معشر من آمن بلسانه و لم يفض الإيمان إلى قـلـبـه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ـ وفي رواية : في عقر بيته ـ )) أبو داود .
أما على المسلم إن ابتلاه الله بمن يحسده أن يتذرع بالصبر و الصلاة ويتعوذ بالله من شرور نفوس الناس وشرور ظـنهم وحسدهم ، وأن لا يخرجنهم الغضب إلى الرد والكيد وإلى اتباع غير سبيل المؤمنين ، لأنهم بذلك يصبحون مـثـلـهـم ويخسرون تميزهم وخلقهم ودينهم ، والأولى أن ينفق الإنسان ما عنده من خير ويحتسب ما أصابه عند الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا السماء ، ولا هو بغافل عما يعمل الظالمون وليسمعوا ما روي عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها عبد ، ما كظمها عبد لله إلا ملأ لله بها جوفه إيمانا )) .
قال شاعر :
اصبر على حسد الحسود **** فإن صبرك قاتلـه كالنّار تأكل بـعـضـهـــــــا **** إن لم تجد ما تأكله
وقال شاعر آخر :
دع الحسود وما يلقاه من كمـــــده **** يكفيك منه لهيب النّار في كبده إن لمت ذا حسد فرّجت كربتـــــه **** وإن سكتّ فقد عذّبته بـيــــــده
ما أحوجنا إخوة الحق والإيمان إلى سلامة القلب والوعي ، وإلى أن نكون أقوى من أن يستـدرجـنـا الغضب لأنفسنا إلى السقوط فيما سقط فيه الجهلاء ، ولنثق بأن الله تعالى الذي يعرف السرّ و أخفى سيتدبر الأمر لا محالة ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ،……)) وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيـما رواه الطبراني : (( إذا جمع الله الخلائق نادى مناد : يا أهل الفضل . قال : فيقوم ناس وهم يسير ، فينطلقون سراعا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة فيقولون : إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الفضل ، فيقولون : وما فضـلكم ؟ فيقولون:كنا إذا ظلمنا صبرنا ، و إذا أسيء إلينا حلمنا ، فيقال لهم : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين )) .
فاللهم طهّر قلوبنا و ألسنتنا ، و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل ، و أحسن خاتمتنا .
أخوكم : أبو أسامة . | |
|
| |
عبد الحكيم بركات مشرف
عدد الرسائل : 1078 العمر : 32 الموقع : www.youtube.com تاريخ التسجيل : 02/12/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الأربعاء أبريل 16, 2008 2:39 pm | |
| هناك من يحسد منتدنا الغالي على نجاحه ندعو الله ان يخلصنا من الحساد باركك الله استاذي وابي وجاري واخي في الاسلام عمار جعيل ادامك الله بالصحة والعافية | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الأربعاء أبريل 16, 2008 2:56 pm | |
| - عبد الحكيم بركات كتب:
- هناك من يحسد منتدنا الغالي على نجاحه
ندعو الله ان يخلصنا من الحساد باركك الله استاذي وابي وجاري واخي في الاسلام عمار جعيل ادامك الله بالصحة والعافية لذلك يجب علينا ان نحميه |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الخميس أبريل 17, 2008 12:43 am | |
| - عبد الحكيم بركات كتب:
- هناك من يحسد منتدنا الغالي على نجاحه
ندعو الله ان يخلصنا من الحساد باركك الله استاذي وابي وجاري واخي في الاسلام عمار جعيل ادامك الله بالصحة والعافية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم آمين ، جزاك الله خيرا أخي الكريم " عبد الحكيم بركات" على المرور و التعقيب و الدعاء و المشاعر الأخوية النبيلة .
و الله أسأل أن يعيذنا من الحسد و الحسّاد ، و يطهّر قلوبنا و ألسنتنا ، و يوفّق جميع الخيّرين في منتدانا أو في غيره لخدمة البلاد و العباد .
و ليكن تعدّد المنتديات في بلدتنا الطيّبة تعدّد تنوّع لا تعدّد تضاد ، و لتتظافر الجهود من أجل النهوض بهذه البلدة ، و كما يقال " الخلاف لا يفسد للود قضية " ..
فاللهم احفظ بلدتنا الطيبة و احفظ كل ما فيها .
. | |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الخميس أبريل 17, 2008 1:15 am | |
| - khaled_hadji كتب:
- عبد الحكيم بركات كتب:
- هناك من يحسد منتدنا الغالي على نجاحه
ندعو الله ان يخلصنا من الحساد باركك الله استاذي وابي وجاري واخي في الاسلام عمار جعيل ادامك الله بالصحة والعافية لذلك يجب علينا ان نحميه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أخي الكريم " خالد " على المرور و التعقيب و حرصك على المنتدى و حمايته
و المنتدى منتدى الخيّرين من أهل بريكة جميعا و غيرهم من أبناء ربوع وطننا المفدّى و على الجميع السهر على حمايته و إثرائه بكل ما هو نافع
و الله أسأل أن يحمي شبابنا و شاباتنا و يردهم إلى دينهم ردا جميلا و يوفقنا و إياهم لما يحبه و يرضاه . | |
|
| |
صافي عضونشيط
عدد الرسائل : 71 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 02/12/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الخميس أبريل 17, 2008 2:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
كم هو جميل أن يكون من بيننا و معنا أمثالكم أصحاب الهمم العالية و النفوس الكبيرة و القلوب المحبة للخير للجميع . لا أملك إلا أن أدعو الله أن يحفظك و يرعاك | |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد السبت أبريل 26, 2008 1:24 pm | |
| - صافي كتب:
- بسم الله الرحمن الرحيم
كم هو جميل أن يكون من بيننا و معنا أمثالكم أصحاب الهمم العالية و النفوس الكبيرة و القلوب المحبة للخير للجميع . لا أملك إلا أن أدعو الله أن يحفظك و يرعاك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم آمين ، أشكرك أخي على جميل الرد و المشاعر الأخوية النبيلة ، و الله أسأل أن يجعلني و إياك خيرا مما يظنون و يغفر لنا ما لا يعلمون بارك الله فيك أخي الكريم .
| |
|
| |
الغزالي عضونشيط
عدد الرسائل : 54 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 19/12/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الأربعاء يوليو 23, 2008 2:03 am | |
| - عمار جعيل كتب:
و قال ابن معتز : " الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ، بخيل بما لا يملكه ، طالب ما لا يجده " .
أعطيت كل الناس من نفسي الرّضا **** إلاّ الحسود فإنّـه أعـيـاني مـا إنّ لـي ذنـبـا إلـيــــــــه علمتــــــه **** إلا تظاهـر نعمة الـرحمن و أبى فما يرضـيــــــــــه إلا ذلّـتــــي **** وذهاب أموالي وقطع لساني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على ما تتحفنا به من مواضيع مختارة و منتقاة بعناية لعلاج قلوب أصابها الران ، و عشش فيها الشيطان لحظوظ النفس الأمارة بالسوء ، و من أبرز أمراض القلب كما تفضلت الحسد الذي يأتي على الأخضر و اليابس ، و العجب أن الحاسد تسول له نفسه اختلاق التهم و تلفيقها للأبرياء دون جرم جنوه ربي يحفظنا و يطهر قلوبنا و ألسنتنا .
| |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الخميس يوليو 24, 2008 5:23 pm | |
| - الغزالي كتب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على ما تتحفنا به من مواضيع مختارة و منتقاة بعناية لعلاج قلوب أصابها الران ، و عشش فيها الشيطان لحظوظ النفس الأمارة بالسوء ، و من أبرز أمراض القلب كما تفضلت الحسد الذي يأتي على الأخضر و اليابس ، و العجب أن الحاسد تسول له نفسه اختلاق التهم و تلفيقها للأبرياء دون جرم جنوه ربي يحفظنا و يطهر قلوبنا و ألسنتنا .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيك أخي الكريم "الغزالي" ، و الله أسأل أن يرزقني و إياك العلم النافع و الفهم السليم و يفقهنا في دينه ، و يطهر قلوبنا و ألسنتنا و يحسن خاتمتنا .
| |
|
| |
أصيل عضو فعال
عدد الرسائل : 156 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 12/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 8:25 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك شيخنا الحبيب و أستاذنا الفاضل أجدت و أفدت والله ، و ما أكثر الحسد في واقعنا المعيش فمن الناس من لا يرتاح لنعم الله على البعض كالشهرة و محبة الناس و العلم ، فيلجأ إلى شتى الطرق لينال من الشخص المحبوب و حتى و إن اقتضى الأمر إلى هلاكه ، فيبهته و يلسق به التهم ليشوه سمعته عند الناس ، و نسي هذا المسكين أن عين الله لا تغفل و لا تنام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. | |
|
| |
عمار جعيل الإدارة
عدد الرسائل : 1223 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: رد: و من شرّ حاسد إذا حسد السبت يناير 24, 2009 3:27 am | |
| - أصيل كتب:
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك شيخنا الحبيب و أستاذنا الفاضل أجدت و أفدت والله ، و ما أكثر الحسد في واقعنا المعيش فمن الناس من لا يرتاح لنعم الله على البعض كالشهرة و محبة الناس و العلم ، فيلجأ إلى شتى الطرق لينال من الشخص المحبوب و حتى و إن اقتضى الأمر إلى هلاكه ، فيبهته و يلسق به التهم ليشوه سمعته عند الناس ، و نسي هذا المسكين أن عين الله لا تغفل و لا تنام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لا عليك أخي الكريم ، فالحسد داء فتّاك قتّال، يذهب بالحسنات و يأكلها كما تأكل النار الحطب و قد ابتليت الدعوة الإسلامية منذ القدم بمثل هذا الصنف من الناس ، فكم من فتن أوقدت و أحقاد سعّرت و صفوف تصدّعت و تفرّقت ، و أعراض أنتهكت بسب حسد النفوس و صدقت أخي فالحسود يلجأ إلى أخسّ الطرق و أحطّها لينال من غريمه الذي يحسده ، فيلفق التهم و يختلقها ،و لكن للأسف الشديد هناك من يريد أن يبني مستقبله أو يبحث عن الشهرة و لكن على حساب الآخرين و الإساءة إليهم و الطعن في أعراضهم و الانتقاص من قيمتهم و قدرهم ..... و لقد مر معنا قول ابن المعتز ـ رحمه الله ـ : " الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له ، بخيل بما لا يملكه ، طالب ما لا يجده " و الله أسأل أن يطهر قلوبنا و ألسنتنا و أن يقينا شرّ الحسد و الحاسدين . . | |
|
| |
| و من شرّ حاسد إذا حسد | |
|