منتدى التعليم بريكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التعليم بريكة

تبادل التجارب و الخبرات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سليمان1

سليمان1


عدد الرسائل : 63
تاريخ التسجيل : 08/12/2007

سيرة  لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1 Empty
مُساهمةموضوع: سيرة لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1   سيرة  لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1 Emptyالإثنين أبريل 14, 2008 4:25 pm

نستشف العبر

وإن من منابع التقوى سير أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. تزيد من إيماننا ، وتذكرنا لما نحن فيه من تقصيرٍ وتفريطٍ ، وضعفٍ وعدم استحقاقٍ لمسمى عظمة الإيمان ، وكمال الإسلام .. فهذا مصعب رضي الله عنه بعد أن أسلم .. لننظر إلى بعض صور العناء والشدة التي قاساها ولاقاها :
روى ابن سعدِ في الطبقات : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مصعباً قادماً ، وعليه قطعةٌ من نمرة وصلها بإهابٍ - أي بجلد ، فثوبه مرقوعٌ ليس عنده ثوبٌ ، بعد أن كان كل يوم يروح في حلة ، ويغدو في حلة - قد ردمه ثم وصله إليها ، فلما رآه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نكّسوا رؤوسهم رحمة له - ليس عندهم ثياب يعطونها له - فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فردّ عليه المصطفى السلام ، وأحسن الثناء ثم قال : ( الحمد لله يقلب الدنيا بأهلها ؛ لقد رأيت هذا وما في مكة فتىً من قريشٍ أنعم عند أبويه نعيماً منه ، ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير ، وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم " .

شهادةٌ من المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما داس مصعب بن عمير الدنيا ونعيمها بقدميه ، وعندما لم يجد لذة إلا في لقاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولم يجد حلاوةً إلا للإيمان ، ولم يجد طعماً إلا للطاعة ، ولم يجد راحةً إلا في الإسلام ، ولم يجد طمأنينةً إلا في الذكر ، ولم يجد للحياة معنى ولا غاية ، ولا طعماً ولا هدفا إلا عندما أشرق الإيمان في قلبه .
فهل نذكر أن نعيم الدنيا كلها لا يساوي لحظة إيمان ، ولا يساوي سجدةً للرحمن ، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عما يكون في آخر الزمان في مثل هذا المعنى !
وهل ندرك كيف كان إيمان مصعب قد غلب عليه ؛ حتى ما استطاعت جواذب الدنيا كلها ، ولا لذائذها وشهواتها أن تضعف من انطلاقته إلى الله ، وإلى مرضاة الله ، وإلى اتباع رسول الله ، وإلى أن يكون من دعاة الله ، وإلى أن يكون من جند الله ، وإلى أن يبيع نفسه رخيصةً في سبيل الله !



هذه هي حقيقة الإيمان ، وهذا هو معنى الإستعلاء بالإيمان ، وهذا هو الأمر الحقيقي ، الذي إذا ملك القلب ، واستولى على النفس لم يكن له في الوجود وفي حقيقة العمل إلا مثل هذا السلوك .
أما من يكون لقلبه تعلق بهذا وهذا ، وقد يبطل عن أمر الله إشتغالاً بدنياه : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } .
وهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرٌ منها شربة ماء ) . رواه الترمذي بسند حسن .
وكما قال بعض أهل الإيمان من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم : " إذا كانت الدنيا كلها جناح بعوضة ، ويقتتل عليها الناس كلهم ، وتنشغل بها قلوبهم ، وتتعلق بها عقولهم هو جناح بعوضة .. فأي نصيبٍ لك يشغلك عن الله من هذا الجناح للبعوضة ؟! " .

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من مصعب درساً وعبرة .. لمن ؟ للصحابة أهل الإيمان واليقين .

وكانت أمه - كما علمنا - كثيرة المال تكسوه أحسن الثياب وأمتنها ، وكانت أمه شديدة الكلف به .
قال النووي : " ثم انتهى الحال بعد الإسلام إلى أن كان عليه بردة مرقوعة بفروه " .

وهذا سعد بن أبي وقاص يذكر لنا صورةٌ من الصور العصيبة العجيبة ، التي مضى بها مصعب بن عمير - هذا المدلل المترف ، الذي كان يأكل أحسن أنواع الطعام ، ويلبس أحسن أنواع الثياب - دخل في حصار الشعر ، الذي دام ثلاث سنوات ؛ حتى أكل خير خلق الله من صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكلوا أوراق الشجر ، وأكلوا الجلد الناشف الذي قد بلي ، دقوه وفتّوه وأكلوه ..

هذا سعد يروي هذه المحنة ، ويفرّق بينه وبين غيره من الصحابة وبين مصعب بن عمير ، فقد كان فتىً غض الإهاب في أول مقتبل الشباب ، وكان ذا نعمةِ سابقةِ سابغةِ من قبل ، يقول سعد : " فأما مصعب بن عمير ، فكان أشرف غلامٍ بمكة بين أبويه ، فلما أصابنا ما أصابنا لم يقوى على ذلك - لم يقصد أنه لم يقوى عليه بإيمانه وإنما بجسده - فقلد رأيته وإن جلده ليتطاير تطاير جلد الحية - جلده يتقطع كما تقطع الحية أو الثعبان جلده ويتقشر عنه - ولقد رأيته ينقطع به ، فما يستطيع أن يمشي فنعرض له القسية ثم نحمله على عواتقنا " .
مرّ به الحال إلى أن كان حياً في صورة ميت !
هذا المنعم المدلل يخوض محنة من حصارٍ من طعامٍ وشرابٍ وكلام مدتها ثلاثة أعوام ، لو مرّ أحدنا بمثلها في ثلاثة أيام ربما لم يقوى عليها ، ولم يكن عندنا من الجاهلية التي كان فيها مصعب ما مرّ به - رضي الله عنه وأرضاه - ثلاث سنوات من جوعٍ ، ومن مقاطعةٍ ، ومن ألمٍ ومعاناة ومقاساةٍ مرّ بها مصعب بن عمير ، ترنح لها جسمه ، وثبت فيها إيمانه ، وضعف فيها بدنه ، وعظم فيها يقينه ، ولقّن الأمة الإسلامية درساً : أن القوة قوة الإيمان ، وليست قوة الأبدان .

وهذا السهيلي في سيرته يقول : " لما أسلم مصعب أصابه من الشدة ما غيّر لونه ، وأذهب لحمه ، وأنهك جسمه " .

ثم إنه قد أسرّ بإسلامه ، فبصر به عثمان بن طلحة يصلي سراً ، فوشى به إلى أهله ، فإذا بالأم الرؤم الحنون تنقلب نمراً كاسراً ! تدافع عن الجاهلية وأعرافها ، وتتوجه إلى مصعب تنهره - وهي تعلم أنه لم يكن يخالف لها قولاً ، وما كان يسمع منها أمراً ولا نهياً ولا توجيهاً إلا أذعن له - فإذا بها ترى مصعباً آخر ، وترى وجهاً قد أشرق بنور الإيمان ، وترى لساناً قد نطق بالحق .. فتُفجع وتعلم أن الأمر ليس بهين !

فتأمر به ، فيُأخذ في ركن بيته ، ويحبس ويربض .. ثم إنه يسمع أن بعض الصحابة قد هاجروا إلى الحبشة ، فيلتمس خلاصاً ويهاجر إلى الحبشة ، ويرجع ثم تصطرع الأمور وتتفاعل ، وتزداد قبضة قريش وأذاها ، ويزداد أمر أمه عتواً ؛ حتى امتنعت عن الطعام والشراب ؛ تضغط عليه وتؤثر فيه ، فماذا كان من مصعب الذي كان قلبه مملوءاً بحبّ أمه، وحياته السابقة مملوءة بفضلها عليه ؟
كان يقول لها : " يا أماه إني لك ناصح ، وعليك شفيق ، فاشهدي أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبد الله ورسوله " .
فتقول له : " قسماً بالثواقب لا أدخل في دينك فيزرى في رأي ، ويضعف عقلي " .
وظلت على جاهليتها ، وظل مصعب المحب لها على إيمانه .. فقد أعطانا درساً - وسيعطينا دروساً - أن القرابة ، وأن الأهل - أمهاتٍ أو زوجاتٍ أو آباء أو أبناء - إذا وقفوا في طريق الإيمان ، وإذا اعترضوا سبيل الدعوة ؛فينبغي للمؤمن أن يتجاوز بإيمانه ويقينه كل هذه العقاب والصعاب ، وأن لا يرضخ لها ، وأن لا يلين ..

ولنا مع مصعب جولاتٌ أخرى ، ودروسٌ أعظم .. نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يتقبله في الشهداء ، وأن يلحقنا به وبأصحابه على خيرٍ واستقامة وهداية وطاعة ، وأن يجعل لنا من حياتهم دروساً وعبراً ، وأن يجعل لنا من سيرتهم ذكراً عطراً ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




سيرة  لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1   سيرة  لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1 Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 3:07 pm

سيرة  لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1 346thankssn1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة لشاب أبكى الصحابة يوم مماته كما أبكاهم يوم إسلامه 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التعليم بريكة :: إسلاميات :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: