للبشر كرامة وكبرياء لا ينبغي التعرض لهما بشيء من التجريح أو الإساءة، فكم من الجرائم ارتكبت نتيجة الشعور بالإهانة وجرح الكرامة، فرب إشارة مهينة لا تجعل الإنسان ينام الليل من الضيق والألم، ورب كلمة تكون عاقبتها قتلا ً أو سجناً أو تشريداً.
إن قلب الإنسان كالزجاجة إذا كسرت لا يمكن إصلاحها، والزجاجة المكسورة تؤذي وتجرح، وخير للإنسان أن يتجنب كسرها. نعم، إن في كسر زجاجة القلوب ندامة محققة وخسارة راجحة، وصدق الشاعر إذ يقول:
واحرص على حفظ القلوب من الأذى >>>>>>>فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها >>>>>>> مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
ويحسن بالإنسان استخدام بعض الكلمات التي تعبر عن التقدير والاحترام، فيكسب بها قلوب الآخرين وينال مقصوده،
فمثلاً:
إذا أردت شيئاً بإمكانك أن تقول للطرف الآخر: افعل كذا، أو أكلفك بفعل كذا،
أو من فضلك اذهب إلى المكان الفلاني، أو لو تكرمت لا تفعل كذا، .. إلخ،
وبعد الانتهاء من العمل ينبغي أن تشكر فاعله على اجتهاده وتثني على صنيعه وتدعو له.
إن الفرق كبير بين الأسلوبين سالفي الذكر، إنك في الحالة الأولى قد يتحقق لك إنجاز العمل ولكن لن تستطيع كسب محبة الآخرين، بينما في الحالة الثانية سيتم كسب محبة الآخرين وكذلك إنجاز العمل بإخلاص وإتقان، ولذلك ننصح بعدم استخدام أسلوب الأمر والنهي ما أمكن ذلك.
ومن تقدير الآخرين واحترام آرائهم وأفكارهم، ولذلك فإن ثمة وصية ثمينة نوصي بها وهي تجنب تخطيء الآخرين صراحة، فمثلاً ،
لا تقل لشخص
" أنت مخطئ وسوف أعلمك الصواب"
أو " أسمع يا هذا، سأثبت لك بطلان ما تقول".
إنك باستخدامك مثل هذه العبارات تقول للطرف الآخر: إنك أيها الرجل بليد لا تفهم، تعوزك براعتي وينقصك ذكائي، ولا شك أن هذا الأمر إهانة لا يقبلها أحد.
إن بإمكانك أن تثبت أن كلامه خطأ ولكن بأسلوب آخر فيه أدب واحترام، كأن تقول له:
ما رأيك أن ندرس الموضوع من كل جوانبه؟؟؟؟؟؟؟؟
، أو تبين خطأه بسؤال أو استفسار يضطر عند الإجابة عليه أن يخطئ نفسه.
اذن انتبه إلى الزجاجة ........................