الشهيد باجي مختار والكشافة
نـشـأتـــه:
ولد مختار بن حسان بن خليل بن مصطفى باجي وابن فافاني بنت صالح بوزمندو ما بين 18و19 أفريل 1919 بعنابة من عائلة متوسطة الحال تتكون من 14 فردا.
كان أبوه يعمل باشا عدل بمحكمة عنابة وفي سنة 1923 انتقل إلى سوق أهراس ليعمل بمحكمتها , وقد استقر صحبة عائلته بمسكن اشتراه بنهج الزياتين قرب سيدي مسعود بسوق أهراس.
دراسـتــه :
ما أن بلغ السن السادسة من عمره حتى التحق مختار باجي بالمدرسة الابتدائية ماكس مارشان التي كانت تدار من طرف المسيو بيكار وواصل دراسته بها إلى أن تحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1934. ومما يجدر ذكره أن باجي مختار كان منذ مرحلته الأولى من التعليم فتى غيورا ووطنيا إذ كان يجتمع بزملائه في ساحة المدرسة ليكذب الأفكار التي تهز فضائل الفرنسيين وتجمد بطولاتهم مفتخرا ومعتزا ببطولات الأمير عبد القادر وغيره ممن وقفوا ضد الاستعمار وانتفضوا في كثير من نواحي الوطن .وكانت من بين صفاته المميزة عطفه على الفقراء من زملائه وشدة كراهيته للمستعمرين وأبنائهم .وبعد نجاحه في الحصول على الشهادة الابتدائية انتقل إلى التعليم المتوسط حيث كانت تنتظره وزملائه الممارسات العنصرية وأساليب الإكراه والضغط واختلاف الأسباب الوهمية لعرقلتهم من مواصلة الدراسة كاشتراط اللباس الموحد ومنع الألبسة التي يتميز بها الوسط العربي بالإضافة إلى تكليفهم بقضاء مآرب المدير والمعلمين الخاصة و حرمانهم من وقت الفراغ المخصص لمراجعة دروسهم بهدف إضعاف نتائجهم التحصيلية للتمكن من إيجاد مبرر للتخلص منهم .
و قد تنبه التلميذ باجي مختار إلى هذا التصرف الإنساني ملفتا نظر زملائه التلاميذ إلى النية الخبيثة التي يبيت لها المستعمر و المتمثلة في التفقير و التجهيل وملء الشوارع بالمتسكعين و لدرء هذا الخطر كان ينصح زملائه و يحذرهم من عواقب هاته التصرفات و يدعوهم إلى العمل و الاجتهاد في الدراسة .كما أنه كان يدعو زملاءه إلى بيته لمراجعة دروس التاريخ حيث كانت لوالده مكتبة تزخر بالكتب التاريخية و الإسلامية.
ولكن المستعمر لم يكن يتخلى عن الأساليب التي كانت تضمن له السيطرة على قدرات هذا الشعب وما كان ليسمح لأبنائه بمواصلة الدراسة مهما كان الثمن و نتيجة لذلك فإن أعداد المطرودين من المدرسة يتضاعف سنة بعد أخرى بتزييف نتائج الامتحانات و الإجحاف الواضح في التنقيط و اعتبار مادة اللغة الفرنسية هي المادة الأساسية التي تخول للطالب الانتقال من قسم لآخر دون النظر إلى النتائج المحصل عليها في بقية المواد الأخرى مهما كانت.وأن مثل هذه الممارسات الحاقدة لم تكن لتترك أمثال باجي مختار لما عرف به من حماس و نباهة و لم يكن مكتوف الأيدي فقد انخرط في جمعية رياضية تسمى <الجمعية الرياضية الطلائعية>متخذين منها غطاء للعمل السياسي مثل :
- توعية منخرطي الجمعية و غرس الروح الوطنية في نفوسهم.
- تخصيص حصص لتعلم بعض القواعد الحربية و التدرب على السلاح .
- الإطلاع على الأساليب المعتمدة في حرب العصابات.
غير أن المستعمر لم يكن ليغفر لباجي مختار نشاطه ذلك و حيويته بين زملائه في المدرسة و في الجمعية الرياضية فواصل الضغط عليه و تفنن في أساليب الإكراه و التمييز إلى أن اضطر باجي مختار على ترك المدرسة وهو لا يزال في مقتبل العمر, لقد تركت هذه الممارسات اللاإنسانية أثرا مسبقا في نفس باجي مختار و كان يتألم وهو يرى صورا من الظلم و الإحتقار لأبناء شعبه على العكس من ذلك شحذت عزائمه و قوة إرادته واتخذ من مكتبة والده العامرة منبعا لنيل المعارف والتزود بالمعلومات التي تساعده على التصدي للأفكار الهدامة التي كان الاستعمار يبثها لتزييف الحقائق التاريخية لشعبنا .
قرر باجي مختار أن لا يؤدي الخدمة العسكرية تحت اللواء الفرنسي مهما كان الثمن فابتدع طريقة ذكية وشجاعة ليحصل على الإعفاء النهائي وذلك بإمتناعه عن الطعام مدة طويلة قبل الفحص الطبي مكتفيا بشرب الشاي الأخضر .
باجي مختار .....والكشافة الإسلامية الجزائرية
تفرغ الشهيد باجي مختار للعمل السياسي وحتى لا يلفت نظر المستعمر إليه اشتغل مع صهره الذي كان يعمل تاجرا للخضر والفواكه زيادة على عمله بمزرعة أبيه وأمام تردي الحالة الإجتماعية لسكان سوق أهراس بسبب الفراغ القاتل الذي كان يعيشه الشباب آنذاك وإيمانه الراسخ أن الكفاح المسلح هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الوضعية المزرية . فبحث عن المحضن الذي يلم ويجمع شمل الشباب فلم يجد سوى الكشافة الإسلامية الجزائرية والتي حضيت بسمعة في أوساط المجتمع فانضم إليها بعد حوادث 8 ماي 1945 ونظرا لحبه النضالي السعي من أجل التغيير برز في الكشافة الإسلامية الجزائرية وأصبح من قادتها البارزين .وعند استدعائه للفحص اضطرت لجنة التجنيد لإعفائه نظرا لما كانت عليه حالته الصحية .وأوكلت له قيادة فرقة من الكشافة يشرف على تدريبهم وتكوينهم ,وكانت التدريبات الكشفية تتم بميزتين : تكوين كشفي نهارا وتكوين عسكري مع توعية المواطنين ليلا.
خلال سنة 1954 شهدت توعية مكثفة مع دعوة المواطنين إلى ضرورة حمل السلاح والوقوف في وجه الاستعمار الفرنسي بجميع الوسائل .
كما قام الشهيد باجي مختار بعدة اجتماعات سرية كان ختامها الاجتماع الذي عقد في عرس لمبارك يحي وذلك في ليلة 31 أكتوبر 1954 دعى خلاله قادة الكشافة إلى الالتحاق بالكفاح المسلح وتم إغلاق المقر الكشفي في يوم 6 نوفمبر 1954 .
عند اندلاع الثورة التحريرية اعتقلت السلطات العسكرية الفرنسية بعض قادة الكشافة الإسلامية الجزائرية حيث أخذوا إلى السجن كل من الكشاف ماضي الحفصي, مناصرية المانع , وبعض من الرفاق الآخرون أما البقية فقد فروا إلى الجبال وانضموا إلى الثورة .
ونظرا للتكوين الشبه العسكري الذي كان يتلقاه قادة الكشافة أمثال :
العربي قبايلي - مناصرية المانع- حريرش قدور - بوراس محمد الطيب- ماضي الحفصي – حسن بلعبودي – ماضي محمد العربي – شوشان عمار- بسكري مسعود – دريدي أحمد- جواد محمد الشريف – عبد العزيز قادر- بوتوتة محمد- باجي مختار.....
فقد كانوا جيلا لا بأس به من الجوالة القادرين على حمل السلاح والوقوف في وجه العدو وهم متشبعون بالأخلاق الحميدة والروح الوطنية مفتخرون بانتمائهم الأصيل للحركة الكشفية .لذلك فإن الكشافة الإسلامية الجزائرية على مستوى ولاية سوق أهراس قد ضحت بأعز ما تملك فداء للحرية وحبا في الاستقلال .
مختار في المجلس البلدي لمدينة سوق أهراس
في أكتوبر1947 ترشح باجي مختار باسم حركة أنصار الحريات الديمقراطية لعضوية المجلس البلدي بسوق أهراس فنجح وكان نعم الممثل للمواطنين الجزائريين واتخذ من عضوية المجلس البلدي منبرا لأداء رسالته النضالية .
ومن مواقفه الشجاعة رفضه المصادقة على ميزانية البلدية التي لم تراع مصالح المواطنين.فحضر الحاكم بنفسه للضغط على الأعضاء للعدول على هذا الموقف الذي كان يراه بطبيعة الحال تحديا للسلطة التي لا معقب لحكمها و عندما دخل قاعة الاجتماع لم يقم مختار و رفقائه لتحية الحاكم مما أثار حقده و غضبه و لكن دون جدوى و من هنا بدأت المواجهة المباشرة بين المناضل باجي مختار و السلطات الاستعمارية و لما عقد حزب الشعب مؤتمره سنة 1947 أوكلت للمناضل باجي مختار مهمة تنظيم خلايا الحزب في سرية تامة بطريقة 3-3 و هذه الخلايا يتم ربطها بالفوج الذي يتكون من 10 أشخاص مهمتهم
- التدريب على حرب العصابات
- التدريب العسكري و استعمال الأسلحة
و كانت هذه الأفواج على اتصال دائم ببقية أنحاء الوطن بواسطة الزيارات التي كان يقوم بها المناضل باجي مختار و العربي بن مهيدي و بضياف محمد و ديدوش مراد و غيرهم ...
ومن الأحداث التي عرفتها تلك الفترة هو ما قام به المناضل- سي أحمد مزغنة – الذي كان نائبا بالبرلمان الفرنسي إذ تمكن بطريقته الخاصة الحصول على صورة لحرب العصابات التي كان يطبقها الثوار الفيتناميون للاستعانة بها في مواجهة الاستعمار الفرنسي بالجزائر.
ومن أهم محاور التوعية و التكوين التي كان يركز عليها الشهيد المناضل باجي مختار
دراسة حالة الشعب الجزائري من الناحية النفسية و الاجتماعية ، و دراسة الموقع الجغرافي للمنطقة ، ودراسة نتائج الانتفاضات التي وقعت الايجابية منها و السلبية ، و دراسة وضعية المستعمر و حالته الاجتماعية ، و التدريب على استعمال الأسلحة في الجبال المجاورة لمدينة سوق أهراس .
اعـتـقـالــه :
بعد إفشاء السر من طرف أحد أعضاء الخلايا السرية تمكن الاستعمار من القبض على كل المسئولين بمستوى الوطن بمن فيهم باجي مختار و ذلك يوم 27-04-1950 و أدخل السجن بمدينة عنابة ،غير أن السجن لم يمنع الشهيد عن مواصلة نشاطه السياسي و توعية المساجين و تعليمهم وبث الروح الوطنية في نفوسهم و تدريبهم نظريا على استعمال الأسلحة.
و من أقواله داخل السجن – لم نجد قبل الآن مكانا آمنا مثل هذا لنتدرب فيه و الآن أصبح لنا محل و الحمد لله – و لم يكتف باجي مختار بهذه النشاطات بل نظم إضرابين داخل السجن للتعبير عن عدالة قضيتهم كما كانوا يقومون بترديد الأناشيد الوطنية بعد منتصف الليل حيث كانت تدوي أرجاء مختلف أنحاء المدينة و منها على الخصوص – من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا. فداء الجزائر علامنا نجمة و هلال حييو الجزائر يا شباب –
حـدث داخـل الـسـجـن :
بعد أن اطلع المناضل باجي مختار على ما كان يديره المستعمر ضد المناضلين المساجين بعنابه وهم :زيغوت يوسف – بكوش عبد الباقي – بركات سليمان – بن عودة عمار .
نظم معهم خطة محكمة وفي سرية تامة للفرار من السجن وفعلا نجحت الخطة, رغم تشديد الحراسة وأوصاهم بالاتصال ببعض المناضلين المتواجدين بسوق أهراس ليساعدهم على الاختفاء ومواصلة عملية جمع المناضلين.
وبفضل الإخلاص والإيمان بوحدة المصير, وبفضل الإخلاص والصدق والجدية والانضباط التي كانت السمات الغالبة على تفكير وسلوك المناضلين من أشبال باجي مختار تحقق الهدف من الخطة دون أن يكتشفها المستعمر أو يتمكن منهم.
فـي الـمـحـكـمـة:
في سنة 1951 مثل باجي مختار مع رفاقه أمام المحكمة بتهمة المس بأمن الدولة وخوفا من عواقب ما يدلي به المناضلون من حقائق للممارسات الاستعمارية أثناء المحكمة وخشية من مضايقات ذلك فقد عمدت هيئة المحكمة إلى إخلاء القاعة من الجمهور الذي جاء ليشاهد وقائع المحاكمة وحاكمت المناضلين في جلسة مغلقة حيث أصدرت في حقهم الأحكام التالية :-
1 - خمس سنوات سجنا منفذا في حق كل واحد منهم.
2 - غرامة مالية مبلغها 500 ألف فرنك فرنسي
3 - خمس سنوات نفيا .
4 - خمس سنوات سلبا للحقوق المدنية .
أما المناضلون المحاكمين فهم :
1 – مناصرية محمد ويدعى المانع
2– ابن يحي الزين .
3 – زاوي محمود
4 – زاوي محمد
5 – بوراس بشير
6 –عصمان يوسف
7 – نجار الصادق
وقد تعرض باجي مختار إلى اعتداء داخل السجن من طرف الجندرمة بأمر من رئيس الفرقة مما اضطر محاميه الأستاذ ستيت للاحتجاج على ذلك كتابيا .
فـي مـحـكـمـة الاسـتـئـنـاف:
في شهر أوت 1951 مثل المناضل باجي مختار ورفقائه أمام المحكمة حيث توالى الدفاع عنهم المحامي المشهور الأستاذ ( ستيت) وزوجته التي قدمت خصيصا للدفاع عن المناضلين الجزائريين وأثناء مرافعاتهم الدفاعية واجههم وكيل الدولة الفرنسي بقوله:
"كان الأولى بكم أن تجندوا أقلامكم وألسنتكم للدفاع عن الفرنسيين عوضا عن هذه الشرذمة من الأشرار ".
-وردا عن السؤال وجه للمناضل باجي مختار من طرف رئيس المحكمة حول التهم الموجهة إليه أجاب باجي مختار أمام الملأ بقوله:
" مهما تكن الإجابة فإن العدالة الفرنسية هي دائما في خدمة المعمرين فاغتاض الحاضرون لهذه الإجابة ورفع رئيس المحكمة الجلسة ثم استؤنفت بعد قليل لتصدر المحكمة حكمها القاضي بثلاثة سنوات سجنا منفذا وبخمس سنوات حرمانا من الحقوق وبغرامة مالية قدرها 5000 فرنك قديم.
- ونقل باجي مختار من سجن بارباروس إلى سجن الأصنام ليقضي فيه كامل المدة المحكوم بها عليه .
الإفراج عن باجي مختار وعودته إلى سوق أهراس:
وفي اليوم الثاني من شهر أفريل سنة 1953 عاد باجي مختار إلى سوق أهراس بعد الإفراج عليه وقد حظي باستقبال حار من طرف المناضلين وأفواج الكشافة وقدمت له باقة من الزهور احتراما له وتقديرا مما أثار حقد المستعمرين و كراهيتهم له أكثر و استمروا يتربصون به الدوائر .
باجي مختارالرائد ضمن الحركة السياسية
لقد انتبه باجي مختار إلى عواقب الاختلافات التي تدب في الصفوف حول الوسائل الواجب استعمالها و الأساليب التي تتبع لإشعال نار الثورة المسلحة فكون خلايا على مستوى القاعدة هدفها تنظيم الصفوف بالتصدي كرجل واحد لمحاربة الاستعمار .
لقد بلغت هذه الاختلافات بال المناضل باجي مختار و استحوذت على اهتماماته و كان في كل لقاءاته مع زملائه المناضلين يركز على العمل لجمع الكلمة و اليقظة القصوى و الاعتماد على النفس و الالتجاء إلى الجبال في حالة إفشاء سر أحدهم و انكشافه إلى للمستعمر و سطر مخططا ليتعامل بواسطته مع بقية الأعضاء على أن تكون مدينة سوق اهراس في همزة الوصل بين باقي النواحي و كلف مجموعة من المناضلين لتنشيط الجهات و جمع التبرعات و الإعداد لانطلاق الثورة كما قسم نشاطه إلى محورين :
الـمـحـور الأول:
سياسي أسند إلى مناضلين أكفاء درايتهم بالسياسة واسعة متمتعين بسمعة و تقدير طيبين من طرف المواطنين مما جعلهم يلتفون حولهم و هذا ما ساعد على انتشار الوعي السياسي و بحتمية الكفاح المسلح.
الـمـحـور الـثـانـي :
عسكري أسند إلى مناضلين ذوي تجربة عسكرية مهمتهم التدريب على استعمال الأسلحة ومقسمين إلى أفواج وموزعين على المناطق التالية :
سوق أهراس – الونزة – الكبريت – الحنانشة – المشروحة – حمام النبايل – بوشقوف – الطارف – عنابة- تاورة .
الاستعداد لثورة نوفمبر 1954
عقد الشهيد باجي مختار اجتماعا مع أعضاء الأفواج في سرية تامة بمنزل المناضل المانع وهو كشّاف لدراسة ما وصلت إليه الأحزاب السياسية من تفكك واختلاف في الأساليب فمنهم من كان ينادي بالمساواة بين الجزائريين والأوربيين ، ومنهم من دعا إلى الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لطرد المستعمر ، وكان باجي مختار من المتحمسين والداعيين لها بشجاعة مما دفعه في هذا الاجتماع تكليف المناضلين الذين حضروا هذا اللقاء بالمهام التالية :
- نشر الوعي الثوري الوطني في الأوساط الشعبية في المداشر والأرياف .
- جمع الأسلحة والأدوية والاشتراكات.
- جس نبض المواطنين ومدى استعدادهم لاندلاع الثورة.
اسـتـشـهـاد الـبـطـل :
وفي يوم 19 نوفبمر 1954 وقعت عملية بمنطقة مجاز الصفاء بالقرب من سوق أهرس واستمرت من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة السادسة مساء من نفس اليوم إذا تمكن العدو بكثرة عدده وعدته وتفوقه من محاصرة الثوار حيث سقط البطل باجي مختار شهيدا مع بعض من رفقائه في الكفاح حيث لقنوا الاستعمار درسا لن ينساه في التضحية والصمود.
وهكذا حظي البطل باجي مختار بشرف الاستشهاد بعد ما كان عضو مجموعة الـ 22 الذين خططوا لانطلاق الشرارة الأولى لثورة نوفمبر الخالدة فتسلم المشعل من يديه رفقاءه الأبرار الذين ساروا على المنهج حتى النهاية .
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .